وطن للأنباء: وصف المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، الوضع الإنساني في قطاع غزة بأنه تجاوز الكارثة، مقراً بعجز الأمم المتحدة عن تلبية ما يحتاج إليه القطاع بشكل كامل.
ونقل دوجاريك في مؤتمره الصحافي، عن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا"، تقديم 450,000 وجبة مطبوخة تم إعدادها في 130 مطبخاً يومياً للعائلات في جميع أنحاء القطاع، في الفترة ما بين 19 آب/أغسطس ونهاية الشهر، على الرغم من التحديات التي يواجهها.
وقال إن الوجبات المطبوخة المقدمة شهدت انخفاضاً بنسبة 35%، مقارنة بما وصل إلى 700,000 وجبة مقدمة في أكثر من 200 مطبخ في شهر تموز/يوليو، وذلك بسبب أوامر الإخلاء المتعددة التي أصدرها جيش الاحتلال، حيث اضطر ما لا يقل عن 70 مطبخاً إمّا إلى تعليق تقديم الوجبات المطبوخة أو الانتقال إلى مكان آخر.
ونقل عنهم أيضاً، تأكيدهم أن أكثر من مليون شخص لم يحصلوا على أي حصص غذائية خلال شهر آب/أغسطس في جنوب ووسط غزة. وحذروا من افتقارهم إلى مخزونات غذائية كافية لتلبية "الاحتياجات للشهر الثاني على التوالي"، وأكدوا أنهم لن يتمكنوا إلا من توفير "طرد غذائي واحد" للعائلات في وسط وجنوب غزة خلال دورة التوزيع في شهر أيلول/سبتمبر.
وأكد دوجاريك أن الأعمال العدائية المستمرة وانعدام الأمن والطرق المتضررة وانهيار القانون والنظام والقيود المفروضة على الوصول أدت إلى "نقص حاد في سلع المساعدات اللازمة لمواصلة العمليات"، ما يزيد من خطر تلف الإمدادات الغذائية بسبب ارتفاع درجات الحرارة.
"إسرائيل" تستخدم "تكتيكات حربية فتاكة" في الضفة الغربية
وبشأن الأوضاع في الضفة الغربية، قال دوجاريك إنّ "إسرائيل" تواصل "استخدام تكتيكات حربية فتاكة" بما في ذلك الغارات الجوية، في جنين وطوباس وطولكرم، ما أدى اليوم إلى "سقوط المزيد من القتلى والجرحى، وتدمير أو تضرر المزيد من الطرق والبنية التحتية".
وأكد أن المرافق الطبية ظلت محاصرة فعلياً منذ أكثر من أسبوع، مع فرض قيود مشددة على حركة سيارات الإسعاف والطواقم الطبية.
وقال إن "أوتشا" حذرت أيضاً من أن الأوضاع في الضفة الغربية ستؤدي إلى "تفاقم الاحتياجات الإنسانية للناس، فضلاً عن انعدام الأمن، مثيرة المخاوف بشأن الاستخدام المفرط للقوة".
"الإعلام الدولي" ممنوع من دخول غزة
وذكر دوجاريك في كلامه، منشور المفوض العام لوكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، فيليب لازاريني، أشار فيه إلى أن "بعد مرور 11 شهراً على الحرب، لا تزال أطقم الإعلام الدولية ممنوعة من دخول غزة لتغطية الآثار الإنسانية".
ودعا لازاريني، الصحفيين ومؤسسات الإعلام الدولية "للضغط على إسرائيل للسماح بدخول طواقم الصحافة إلى قطاع غزة، ونقل المعاناة فيه بحرية". وقال إن "تغطية الصحفيين الدوليين للصراعات والحروب هي من الثوابت، لكن ليس في غزة".
وأكد أن "دخول وسائل الإعلام الدولية إلى غزة أمر ضروري لتنقل بتجرّد الاحتياجات الإنسانية الهائلة والجهود المكثفة التي تبذلها منظمات الإغاثة رغم كل الصعاب".