القيادة التربوية وصناعة القرار

05/09/2024

كتب د. محمود حسين : تعتبر عملية صناعة القرار من المواضيع التي تشغل الباحثين الاجتماعيين وعلماء النفس والسياسيين لما لها من أهمية على المستوى الأكاديمي والاجتماعي وغيرها. ونعني بالقرار الأمور النهائية والرغبات المحددة للفرد. حدث أو موضوع معين، يمكن أن يكون القرار نتيجة لفعل واعي وملموس يقوم به الشخص بناء على التفكير، أو يمكن أن يكون نتيجة لفعل لا شعوري يقوم به من خلال قرار عفوي يتحدد باختياره. هي الوسائل المناسبة والمتاحة لاتخاذ الإجراءات اللازمة لتحقيق الحلول والأهداف.

من منظور آخر يرى البعض أن صناعة القرار عملية ديناميكية تفاعلية تمر بعدة مراحل، بداية من تحديد المشكلة وانتهاء بالتوصل إلى القرار أو البديل الصائب بما يتناسب مع الأهداف المنشودة. ويعتبر صنع القرار عملية تنظيمية مركبة وتتداخل فيها عوامل متعددة؛ نفسية، واقتصادية، واجتماعية، والظروف غير المتوقعة... إلخ. وهنا يبدو لنا أحيانا أن الاختيار بين البدائل هو نهاية المطاف في صنع القرارات، إلا أن مفهوم القرار ليس قاصرا على الاختيار النهائي فحسب، بل إنه يشير كذلك إلى ما يؤدي إلى تنفيذ ذلك الاختيار. وبالرغم من كون هذه المعلومة واضحة للبعض، إلا أننا لا نعطي هذه المرحلة حقها أحيانا، فنتخذ قرارات خاطئة.
العوامل المؤثرة في صناعة القرار إن صياغة أو تنفيذ أهداف المنظمة يؤدي في النهاية إلى تحقيق الأهداف المرجوة، والأهداف هي محور التركيز الرئيسي ودليل العملية. الثقافة القائمة والسائدة في مجتمع ما، حيث تعتبر الثقافة منظومة قيمية في جوانب مهمة تتعلق بعملية صناعة القرار، مع مراعاة الإطار الاجتماعي والثقافي. الواقع ومضمون الحقائق والمعلومات المتوفرة، لأن صناعة القرار ليس مجرد فرضية تصف الواقع، بل تأكيد الاختيارات والاتجاهات السلوكية التي يختارها الأفراد، أي أن هذه العملية أخلاقية وواقعية. المحتوى في نفس الوقت. وتتحدد العوامل السلوكية من خلال ثلاثة جوانب مختلفة: أحدهما يتعلق بالدوافع النفسية للفرد، والآخر يتعلق بالبيئة التي تعتبر المصدر الأساسي لتوجيه الفرد، والثالث يتعلق بدور الفرد. التنظيم الذاتي من خلال تحديد الأهداف.
ما في المؤسسات وفرق العمل، فتقوم خطوات صنع القرار أحيانا على جهود جماعية مشتركة ولا يقوم بها شخص واحد؛ حيث يكون هناك فريق مسؤول عن جمع البيانات، وفريق آخر مسؤول عن تحليلها، وثالث يتولى مهمة طرح الحلول والبدائل وهكذا.
وعلى صعيد الشركات والمنشآت الكبرى، فإن الأمر لا يختلف كثيرا، إلا أن صانع القرار هو الشخص الذي يحدد القرار وفق شروط معينة يضعها هو ولا ينبغي تجاوزها. أما متخذ القرار، فهو الذي يختار القرار المناسب له في ظل الشروط الموضوعة مسبقا، ويقوم على تنفيذ هذا القرار دون تجاوز هذه الشروط.
العوامل التي يجب مراعاتها عند صناعة القرارات: توفر الوقت تتطلب بعض القرارات قدراً قصيراً من الوقت. عند صناعة القرارات، يجب أن تعرف الوقت المتاح. العوامل الاقتصادية: إن صناعة القرار داخل المنظمة هو عملية مكلفة اقتصاديا من حيث الوقت والجهد والإعداد اللازم. ولذلك، لا بد من النظر في العوامل الاقتصادية. المسافة بين المديرين والموظفين لأنه يجب أن تتاح للموظفين فرصة المشاركة في عملية اتخاذ القرار مع المديرين. سرية القرارات.
في الخاتمة يقوم كل منا باتخاذ العديد من القرارات في حياته اليومية، إلا أن معظم هذه القرارات قد لا تمر بعملية صنع القرار؛ إما بسبب أنها من القرارات الروتينية التي نتخذها بطريقة تلقائية، أو التي قمنا باتخاذها بطريقة متسرعة دون دراسة. ولذلك، فإن القرار ينقسم لعمليتين مختلفتين عن بعضهما صناعة القرار واتخاذه، ومن الطبيعي عند حل أي مشكلة فالخطوات الأولى هي التعرف على المشكلة وأبعادها، وجمع المعلومات عنها، وتحليلها، وإيجاد البدائل لها، وهذه الخطوات تسمى صناعة القرار وتهيئته. ثم تأتي المرحلة الأخيرة وهي التنفيذ والمتابعة وتسمى مرحلة اتخاذ القرار الفعلي، وبذلك يتضح لنا أن صناعة القرار تسبق اتخاذه. وأنهما مكملان لبعضهما ولا يستقيم أحدهما دون الآخر.