مدير التمريض في المستشفى الأوروبي لـ"وطن": أعدنا تشغيل المستشفى الأوروبي ونعمل بإمكانيات محدودة جدًا في ظروف صحية استثنائية للغاية

26/08/2024

أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة عن إعادة تشغيل مستشفى غزة الأوروبي في مدينة خانيونس جنوب القطاع؛ بعد نحو شهرين من خروجه عن الخدمة بسبب عدوان الاحتلال على المنظومة الصحية بالقطاع.

وقال مدير دائرة التمريض في مستشفى غزة الأوروبي الدكتور صالح الهمص خلال حديثه لبرنامج "وطن في الظهيرة" الذي يبث ضمن موجة "غزة الصامدة.. غزة الأمل" عبر شبكة وطن الإعلامية، إن المستشفى أُعيد تشغيله بعد انقطاع عن العمل استمر 55 يومًا.

واستطرد الهمص خلال حديثه بالقول إننا المستشفى أُعيد تشغيله بما توفر من إمكانيات محدودة؛ بعد الضرر الكبير الذي تعرضت له أقسام المستشفى المختلفة وبإمكانيات ضئيلة وشحيحة مع استمرار حالة الحصار الدائم وإغلاق معبر رفح ومنع وصول الكثير من الوفود الطبية والصحية إلى قطاع غزة.

وأضاف الهمص بأن أول عملية قسطرة للقلب في المستشفى، أُجريت بالأمس؛ بعد عودة الخدمة إليه وهي من العمليات النوعية علمًا أن القسم المتبقي الوحيد في قطاع غزة الذي يقدم القسطرة بالإضافة إلى عمليات نوعية أخرى كجراحة الأعصاب وجراحة الأوعية الدموية وجراحة الأطفال وجراحة العيون.
وأوضح الهمص بأن خلال الساعات القليلة الماضية استقبل المستشفى الأوروبي العديد من الشهداء وعشرات الإصابات، رغم شح الإمكانيات ووقوع المستشفى في المنطقة الشرقية الواقعة تحت تهديد دائم من قبل الاحتلال ما يؤثر على انتظام عمل الطواقم وقدرتهم للوصول إلى المستشفى.

ورغم استهدافات الاحتلال للحقل الصحي قدمنا أكثر من 850 شهيدا و315 معتقلا بالإضافة إلى استهداف كافة مرافق وزارة الصحة ولكن رغم ذلك هناك جهود مبذولة لاستمرار العمل وتأدية مهامنا ونقل رسالتنا الإنسانية.

وأكَّد الهمص أن الكوارث في قطاع غزة تأبى أن تغادر بسبب ممارسات الاحتلال فبالأمس أعيد تشغيل المستشفى الأوروبي وبالمقابل كان هناك إخلاء لمستشفى شهداء الأقصى في دير البلح بعد تهديد محيطه ما أدى إلى زيادة الضغط على المستشفى الأوروبي مع وصول العشرات من الحالات المرضية والجرحى.

وأشار الهمص بأن القدرة الاستيعابية للمستشفى قبل السابع من أكتوبر كانت 240 سريرًا بينما في مرحلة من مراحل الحرب وصل العدد إلى 850 سريرا ونحاول الآن بصورة تصاعدية استقبال المرضى ولكن نعاني من نقص حاد في الأسرة والفراش والستائر والمستلزمات الطبية وكثير من الأجهزة الطبية فقدت ونحتاج إلى تعويضها مناشدا تدخل المؤسسات الدولية لمساعدتهم للنهوض بالمستشفى لأن القطاع الصحي في غزة يتعرض لضربات شديدة من الاحتلال.

وقال إن استهداف المنظومة الطبية أدى إلى انتشار الكثير من الأوبئة التي اختفت منذ سنوات كما أن حالات اللجوء والنزوح والتكدس أدت لظهور أمراض معوية وجلدية وناهيك عن مرض شلل الاطفال وارتقاء أعداد من مرضى السرطان ومرضى الفشل الكلوي الذين تفاقمت معاناتهم مع استمرار إغلاق معبر رفح للشهر الرابع.

وبدوره، بيّن الهمص بأن استهداف الاحتلال قلَّص عدد المستشفيات التي تقدم الخدمة لمرضى قطاع غزة من 13 إلى 3 مستشفيات فقط، مضيفًا بأن محافظات كاملة خرجت كليا عن الخدمة كمحافظة رفح، حيث لا يمكنها تقديم الخدمة بالقدر المطلوب نتيجة سعتها وقدرتها الاستيعابية مع استمرار توافد عشرات الجرحى والإصابات اليها وأوامر الإخلاء المتواصلة.