الارهاب وليد القمع الداخلي والعدوان الخارجي بقلم د.غالب الفريجات

27/09/2011

بدون ادنى شك ان العالم كله يرفض الارهاب ، لانه عدو للانسانية ، ومدمر للحياة البشرية، وخالق للفوضى ، وقاتل للنفس البريئة ، ولا احد يقبل ان يعيش بدون امن وامان في حياته، يستوي في ذلك القوي والضعيف والغني والفقير ، فالارهاب لا تعرف عملياته العدوانية التمييز ما بين طفل وشيخ وامرأة ولا بين متسلط متجبر او مسالم يلهث وراء لقمة عيشه وومن اجل حياة ابنائه .

الارهاب لا وطن له ولا دين ، قد يكون في اي بقعة من الارض ، او في اي مجتمع من المجتمعات ، وقد يكون مسلماُ او مسيحياً او يهودياً او بوذياً ...الخ ، لان القمع قد يكون ايضاً في اي مكان على الارض ، وفي اي دولة ، كما انه يكون في تلابيب الدول الامبريالية والصهيونية ، القادرة على تجنيد اتباعهما في كل مكان ، لنشر شرورهما حتى تحقق اهدافهما في الهيمنة والسيطرة واالنهب  .

الارهاب وليد شرعي للقمع الداخلي ، عندما تضيق الحياة بامور الناس ، من ظلم وقهر وذل وعبودية ، يلجأوون الى ممارسة الارهاب ، فالنظام الاستبدادي يولد الارهاب ، ويكاد يشكل واحداً من مصادره الرئيسية ، عندما لا تجد النفس البشرية المقموعة والمضطهدة والمسلوبة حقوقها ، غير طريق العنف والقتل انتقاماً لما اصابها .

فاذا كانت النظم الاستبدادية تشكل واحدة من مصادر الارهاب ، فان الهجمة الامبريالية، وخاصة الامريكية ، كعدوان خارجي على شعوب الارض ، والتي لاتجد في نفسها القدرة على الرد على عدوان الدول الامبريالية ، فان بوابة العنف تكون مفتوحة امامها ، للانتقام بما حل بها من قتل وتدمير وتشريد على ايدي القوات العدوانية ، كما حصل في غزو العراق واحتلاله ، حيث تم ذلك تحت يافطات الكذب وعدم المصداقية القانونية والاخلاقية .

من اجل ان تعيش الانسانية بامن وطمأنينة وسلام فلابد من تجفيف مصادر الارهاب واول هذه المصادر منع الاستبداد الداخلي من قبل الانظمة الديكتاتورية خاصة وان هذه الانظمة تجد مساندة من قوى العدوان الامبريالي وتتحالف مع الامبريالية والصهيونية للحفاظ على كراسي الحكم ومن اجل خدمة اسيادها الذين يحمون هذه الكراسي .

لن تتم عملية الخلاص من الارهاب الا بتعميم العدل الانساني ، وسيادة القانون على الجميع، وزوال كل مظاهر العدوان الخارجي ، المتمثل بالهجمة الامريكية على شعوب الارض ، وتفكيك عملية الالتحام بين الامبريالية والصهيونية ، كمصدرين رئيسيين من مصادر الارهاب .

ان الامبريالية والصهيونية بسلوكياتهما ، وبمساندتهما للانظمة الاستبدادية المسؤولة عن شيوع الارهاب في العالم ، وان غياب الامن والاستقرار في هذا الكون يعود الى عدوانية الامبريالية الامريكية والصهيونية العالمية ، مما يجد بدول العالم وبمنظمات الشعوب واحزابها ، ان تناضل ضد النفوذ الامبريالي والصهيوني ، حتى تتمكن الانسانية ان تعيش على الارض ، وان تقوم على عمارتها بكل ما تملك من قدرة ودافعية ، عندما يتسنى لها ان تعمل بطمأنينة وامن وسلام ، والا فان البشرية سائرة نحو الهاوية .

الحياة على الكوكب الارضي ملك لجميع ابناء البشر على هذا الكوكب ، ولا يجوز ان تقوم اي دولة او منظمة او فرد ، بتدمير هذه الحياة ، لانها ليست ملك خاص ، فهي بمثابة حق عام لا يجوز التفريط به او الاعتداء عليه ، مما يعني يجب ان تتجه الانسانية جمعاء بما فيها مواطنو الدول العدوانية والانظمة الاستبدادية ، للنضال ضد التوجهات الشريرة الكامنة في نفوس اصحاب النزعة الامبريالية والاستبدادية والصهيونية .

لقد ناضلت شعوب الارض للخلاص من الاستعمار ونتائجه ، الا ان الامبريالية الامريكية بسلوكها العدواني وتحالفها مع الصهيونية ، قد اعادت الانسانية الى الوراء ، ايام كانت ترزح شعوب الارض تحت نير الاستعمار ، الذي كان يهدف  للسيطرة على الشعوب ونهب ثرواتها ، وجعلها اسواقاً تجارية لصناعته .

يا ابناء الانسانية ويا احرار العالم ويا مستضعفو الدنيا ، عليكم ان تناضلو للخلاص من شرور الامبريالية والصهيونية واتباعهما ، فلولا شرورهما لعاشت البشرية بطمأنينة وامن، ولما وجد الكثير من المستضعفين يلجأون الى اسلوب الدمار والقتل العشوائي ، بسبب ما اصابهم من عجز واحباط  ، وجدوا في ممارسة القتل اسلوباً تدميرياً ، وبممارسة الارهاب وسيلة للانتقام ، الذي يصيب اناساً ابرياء لا ذنب لهم .

الارهاب وليد شرعي للانظمة الاستبدادية ، ونتاج للهجمة الامبريالية الامريكية وتحالفها مع الصهيونية ، فخلاص الانسانية يأتي بالنضال ضد الامبريالية والصهيونية