صفقة السلاح الامريكية الجديدة هي استمرار لسياسة طويلة الأمد من الانحياز والدعم اللامحدود لدولة الاحتلال منذ عام 48
هدف صفقة السلاح لا يقتصر على مواجهة المقاومة في غزة، بل لإعادة ترتيب المنطقة وتطوير القدرات الجوية وسلاح الجو لردع المنطقة
واشنطن تنظر لدولة الاحتلال على انها بمثابة حاملة طائرات غير قابلة للغرق، أقيمت على اليابسة لتكون بمثابة ولاية لها في الشرق الأوسط
الدعم الأمريكي لا يقتصر على السلاح فقط، بل يمتد إلى الوجود العسكري المباشر، حيث يتواجد أكثر من 2000 جندي من قوات "دلتا فورس" المتخصصة في غزة
الأمريكي هو جزء أساسي من المعركة والعدوان، والخلاف بين الأمريكي والإسرائيلي يقتصر على كيفية قتل الشعب الفلسطيني
الصراع الحالي هو صراع مفتوح وجوهره الأرض، وأنه لا تفاوض مع الاحتلال بل المواجهة هي الخيار الوحيد
السلام لم يعد ممكنًا على هذه الأرض، وأن الصراع مع الاحتلال بالوقت الحالي أصبح "وجوديًّا"
عدد المستوطنين والمستوطنات تضاعف عدة مرات منذ أوسلو ما يدلل على ان الاحتلال ماض في سياسة "الاستعمار" وتهويد الأرض واقتلاع ساكنيها.
صواريخ القسام على تل أبيب تحمل رسائل سياسية وعسكرية كثيرة
رام الله – وطن للأنباء: قال الزميل معمر عرابي في تعقيب على صفقة الأسلحة الامريكية الإسرائيلية الجديدة والتي تبلغ قيمتها 20 مليار دولار، أن ما تقوم به واشنطن يعد استمرارا لسياسة طويلة الأمد من الانحياز والدعم اللامحدود لدولة الاحتلال منذ عام 1948، مشيرا إلى أن واشنطن تنظر لدولة الاحتلال على انها بمثابة حاملة طائرات غير قابلة للغرق، أقيمت على اليابسة لتكون بمثابة ولاية لها في الشرق الأوسط، بهدف ضمان التفوق العسكري والجوي في المنطقة.
وأكّد عرابي خلال استضافته على قناة العالم أن الولايات المتحدة قدمت على مدار 75 عامًا الماضية أكثر من 114 مليار دولار سنويًا كمنح مجانية للاحتلال لتطوير قدراته العسكرية، بما يسهم في الحفاظ على تفوقه في المنطقة، لافتا ان واشنطن أبرمت أكثر من 100 صفقة سلاح للاحتلال منذ السابع من اكتوبر، أعلن عن صفقتين فقط بينما تم التكتم على 98 صفقة أخرى، إضافةً إلى فتح مخازن الأسلحة الأمريكية لاسرائيل.
وأشار عرابي إلى أن الدعم الأمريكي لا يقتصر على السلاح فقط، بل يمتد إلى الوجود العسكري المباشر، حيث يتواجد أكثر من 2000 جندي من قوات "دلتا فورس" المتخصصة في غزة، وقد سقط بعضهم قتلى على يد المقاومة، مشيرا الى موافقة مجلس الشيوخ الأمريكي في نوفمبر الماضي، على تخصيص 14 مليار دولار لتطوير القدرات الصاروخية ونظام مقلاع داود والقبة الحديدية.
وبيّن عرابي أن ما نشهده اليوم ليس بجديد، فالأمريكي هو جزء أساسي من المعركة والعدوان، والخلاف بين الأمريكي والإسرائيلي يقتصر على كيفية قتل الشعب الفلسطيني، موضحا أن الدعم الأمريكي البالغ 20 مليار دولار لا يقتصر على مواجهة المقاومة في غزة، بل يمتد إلى إعادة ترتيب المنطقة وتطوير القدرات الجوية وسلاح الجو لردع المنطقة، في ظل تنامي محور المقاومة ووحدة الساحات من اليمن إلى إيران، مرورًا بالعراق ولبنان وسوريا.
وتوقع عرابي أن الأشهر القادمة ستكون الأكثر دموية، مع استمرار القتل والذبح في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس، مشيرًا إلى أن الاحتلال لن يقبل بانتصار المقاومة لأنه يهدد مشروعه الذي بني على مدار 76 عامًا.
ولفت إلى أن الاحتلال عاجز عن مواجهة فصيل مسلح في غزة، رغم أنه يستخدم أسلحة بدائية، والمقاومة لا تزال صامدة رغم الحصار.
وأكد عرابي أن المقاومة تدرك اللعبة المكشوفة التي يلعبها الإسرائيليون والغربيون، لذلك قررت عدم القبول بأي وقف لإطلاق النار إلا بشروطها، وبما يتناسب مع تضحيات الشعب الفلسطيني.
وفيما يتعلق بالرد الإيراني ورد حزب الله، أشار عرابي إلى أن الاحتلال يواجه سلسلة من الهزائم، وأن المقاومة إذا انتصرت، فان ذلك سيشكل ذلك فجرًا جديدًا يغير ملامح المنطقة.
وأوضح أن الصراع الحالي هو صراع مفتوح وجوهره الأرض، وأنه لا تفاوض مع الاحتلال بل المواجهة هي الخيار الوحيد.
وأكد أن المقاومة قررت أن تنتصر لا أن تنتحر، مشيرًا إلى أن الحرب مع لبنان ستكون مختلفة عن حرب عام 2006، وأن الاحتلال يدرك الخطورة الاستراتيجية لعدم الذهاب إلى حرب مع لبنان.
واختتم عرابي بالقول إن الاحتلال وأمريكا يؤجلان موعد المعركة الكبرى مع حزب الله وإيران للتفرغ لغزة والضفة الغربية، مشيرًا إلى أن الاحتلال يسعى لإيصال الشعب الفلسطيني إلى مرحلة الصدمة والاستسلام، لكن المقاومة فرضت توازن رعب حقيقي سيغير من معادلة الصراع.
[video]https://www.youtube.com/watch?v=1JQggTpjRvk[/video]
وتطرق عرابي في حديث مع قناة الميادين الى التصعيد في الضفة الغربية، والذي تمثل باغتيال 5 شبان في محافظة طوباس، بعد ساعات من اقتحام واسع للمسجد الأقصى قاده وزير الامن القومي ايتمار بن غفير يوم أمس، لافتا ان “المسجد الأقصى هو جوهر الصراع مع الاحتلال والفلسطينيون يواجهون أكبر حركة نازية بالعصر الحديث".
وقال عرابي أن السلام لم يعد ممكنًا على هذه الأرض، وأن الصراع مع الاحتلال بالوقت الحالي أصبح "وجوديًّا" وأن الاحتلال يريد اقتلاع السكان الأصليين، وتهويد كل المقدسات الإسلامية والمسيحية على حدٍ سواء.
وتابع عرابي، بأن المسجد الأقصى هو جوهر الصراع مع الاحتلال، وأن ما يجري بالمسجد الأقصى والقدس والضفة الغربية هو فصل من فصول الإحلال الذي ينفذه الاحتلال، عبر الفصل الديموغرافي والجيوسياسي، لا سيما وأن أكثر من 350 ألف مستوطن يعيشون بالقدس المحتلة.
واستطرد عرابي خلال حديثه بالقول إن عدد المستوطنين عند توقيع اتفاقية أوسلو كان من 90 إلى 120 ألف مستوطن بالضفة الغربية والقدس المحتلة، فيما بلغ عددهم اليوم حوالي 900 ألف مستوطن، 350 مستوطن ألف بالقدس، و550 ألف آخرين بالضفة الغربية؛ مما يدلل على أن الاحتلال يمضي في سياسة "الاستعمار" وتهويد الأرض واقتلاع ساكنيها.
وأضاف عرابي بأن الفلسطينيين يواجهون جيشين، وهما: جيش الاحتلال النظامي، و"إرهاب المستوطنين" الذين تم تسليحهم بأحدث الأسلحة في إطار مواصلة دعمهم من قِبل الاحتلال بالقتل والاعتداء على الفلسطينيين.
وحول "توسع المستوطنات"، أردف عرابي بأن 550 مستوطنة تبتلع أراضي الضفة الغربية، وأكثر من 100 حاجز عسكري، وأكثر من 132 ثكنة عسكرية بالضفة الغربية والقدس المحتلة.
وحول صواريخ كتائب عز الدين القسام التي دكَّت "تل أبيب"، يوم أمس قال عرابي إن الصواريخ تحمل في طياتها رسائل سياسية وعسكرية كثيرة، لا سيما وأن الصواريخ خرجت من مناطق قريبة على قوات الاحتلال في قطاع غزة، وأن المقاومة لا تزال قادرة على دك معاقل الاحتلال.
وحول "الوسيط الأمريكي"، أكَّد عرابي بأن الولايات المتحدة الأمريكية شريكة أساسية بالإبادة الجماعية في قطاع غزة، عبر تزويد الاحتلال بالأسلحة والذخيرة العسكرية وجسر عسكري جوي لدعم الاحتلال.
[video]https://www.youtube.com/watch?v=pxU0_BzVH6Q[/video]