وطن للأنباء: حذر المتحدث باسم الهلال الأحمر في قطاع غزة رائد النمس، من أن حياة الآلاف من المرضى والمصابين في قطاع غزة، في خطر كبير نتيجة انهيار المنظومة الطبية وخروج معظم المستشفيات عن الخدمة، مطالباً بسرعة التدخل الأممي لإنقاذ الأرواح ووقف الحرب الإسرائيلية المُدمرة على غزة.
ويوضح النمس أن معاناة المرضى والجرحى في قطاع غزة في تصاعد مُستمر، منذ السادس من أيار الماضي، عقب احتلال معبر رفح البري "جنوب القطاع"، وقطع طريق الإمداد الرئيسية للمؤسسات الانسانية والإغاثية العاملة في غزة، ومنذ أيار الماضي يتم الاعتماد على معبر كرم أبو سالم جنوب القطاع، ويخضع للسيطرة الإسرائيلية الكاملة، هذا ويتحكم الاحتلال بحركة الإمدادات الطبية اللازمة، ويتبع سياسة "التقطير".
وأدت سياسة "التقطير" الإسرائيلية إلى نقص حاد في الأدوية والمُسلتزمات الطبية، وهو ما يزيد من حدة الأزمة الصحية والانسانية في قطاع غزة، إلى جانب خروج مُعظم المنشآت الصحية في قطاع غزة عن الخدمة، جراء استمرار العدوان الإسرائيلي للشهر العاشر على التوالي.
طواقم الهلال الأحمر تعمل في ظروف معقدة و"صحراوية"
ويشير في حديثه لبرنامج "مساء الخير يا وطن"، ويبث عبر شبكة وطن الإعلامية، إلى أن طواقم الهلال الأحمر تعمل في ظروف معقدة و"صحراوية"، في ظل شُح الإمكانات، في الوقت الذي ترتفع فيه وتيرة المجازر الإسرئيلية بحق المدنيين، هذا ولم يتورع الاحتلال يوماً عن استهداف الطواقم الطبية وسيارات الإسعاف التابعة لجميعة الهلال الأحمر، منذ الأسبوع الاول لعدوانه المستمر للشهر العاشر على التوالي.
لا سبيل لعلاج آلاف الإصابات الصعبة والمُركبة داخل القطاع
وتتزايد أعداد المصابين والجرحى في ظل ارتفاع وتيرة القتل الإسرائيلية، وفي تعليقه على ذلك يقول النمس: "إن واقع المُصابين والجرحى مؤلمٌ جداً، وهنالك آلاف الإصابات الصعبة والمُركبة التي تستدعي الخروج من قطاع غزة، لاستكمال العلاج في مشافي الضفة أو مشافي الإقليم".
الأوضاع الكارثية تتطلب تدخلاً أممياً عاجلاً
ويشير إلى أن نحو 350 ألفاً من أصحاب الأمراض المزمنة غير قادرين على الحصول على الخدمات الطبية، بخلاف انتشار الأوبئة والأمراض بسبب الصرف الصحي وتعطل الخدمات البلدية، بالإضافة إلى أن تكدس النازحين في مراكز إيواء تفتقر لأدنى مقومات الصحة العامة، يجعل الوضع كارثياً ما يتطلب تدخلاً أممياً عاجلاً.
ويوضح أن عدداً كبيراً من أصحاب الأمراض المزمنة، لقي حتفه جراء نقص الأدوية والخدمات الطبية، هذا ويواجه أصحاب الأمرض المزمنة ممن لا يزالون على قيد الحياة خطر الموت البطيء.
وحذرت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، في تقرير سابق، من تدهور الأوضاع الإنسانية في القطاع، معتبرة أن استمرار إغلاق المعابر، خاصة معبر رفح الحيوي، ومنع دخول المساعدات الإنسانية، بما فيها الطعام والدواء والوقود بشكل كامل، ينذر بكارثة إنسانية وصحية.
وذكرت أن منع دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع، يعني أن المجاعة وشيكة في ظل اقتراب نفاد مخزون الطعام، مع استمرار الحرب ونزوح ما يزيد على 85% من سكان القطاع.