بعد اغتيال شُكر وهنية.. هل اختار نتنياهو الحرب الشاملة؟

31/07/2024

وطن للانباء: عاد رئيس الوزراء في حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو من واشنطن، بجرعة تطرف أكبر وضوء أخضر لتجاوز كل الخطوط الحمراء، والمضي قدما في اقتراف جرائم أخرى، بتنفيذ عملية اغتيال مزدوجة وعدوانين على كل من لبنان وإيران، من شأنهما أن يغيّرا كل المعادلات التي تحكم حركة الميدان حتى الآن، وتذهب بالمنطقة نحو حرب شاملة.

حركة (حماس) أعلنت صباح اليوم الأربعاء، اغتيال رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية في العاصمة الإيرانية طهران،  وقالت الحركة إن هنية "ارتقى إثر غارة صهيونية غادرة على مقر إقامته في طهران".

ويأتي ذلك بعد ساعات من ضربة إسرائيلية استهدفت مساء الثلاثاء، الضاحية الجنوبية لبيروت، وأكد الجيش الإسرائيلي أنه نجح خلالها في اغتيال القيادي في حزب الله اللبناني فؤاد شكر، وأسفرت أيضا عن استشهاد ثلاثة مدنيين وجرح 74 آخرين.

أمريكا وإسرائيل ترفضان التعليق على اغتيال هنية
وتمتنع كل من الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل حتى الآن، عن التعليق على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، وفي تعليقه على ذلك يقول الكاتب والمحلل السياسي فراس ياغي، إن عملية اغتيال هنية لا تحتاج إلى تعليق أمريكي أو إسرائيلي، مشيراً إلى تصريحات وزير الدفاع الأمريكي لويد أوسن، وقال فيها: "علمنا بالموضوع"، وإلى تلميحات مماثلة لما يُسمى بوزير التراث في حكومة الاحتلال.

"إسرائيل" جمعت كل أسباب اندلاع حرب واسعة في ليلة واحدة
ويشير ياغي إلى أن عمليتي الاغتيال، ستؤديان إلى اتساع رقعة التصعيد وارتفاع حدته على جميع جبهات الإسناد، وفي مقدمتها جبهة إيران. 

ويقول في حديثه لبرنامج "مساء الخير يا وطن"، ويبث عبر شبكة وطن الإعلامية، "باستهداف بيروت وطهران بحادثتي الاغتيال، جمعت إسرائيل كل أسباب اندلاع حرب واسعة في ليلة واحدة، بما يشكل تجاوزا كبيرا وحادا، للقواعد التي تحكم سير الجبهات وتضبطها". 

ويشير إلى أن حادثتي الاغتيال تحملان رسالة واحدة لكل اللاعبين في المنطقة، وهي رسالة المصالح الأمريكية، موضحاً أن المصالح الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط تستدعي بقاء إسرائيل قوية وأن تتسيد مشهد الردع، مع بقاء محور المقاومة ضعيفاً، ودون دور أساسي ومُقرر، بما يخدم التحالف الصيني الروسي الذي تواجهه أمريكا.

أمن "إسرائيل" من وجهة النظر الأمريكية  
ويستدعي الحفاظ على أمن إسرائيل، من وجهة النظر الأمريكية، تجاوز كل حدود وقواعد الاشتباك، بما يضمن ألّا تشكل الجبهات اللصيقة "الضفة وغزة وجنوب لبنان"، أي تهديد للأمن الإسرائيلي، يُضاف إلى ذلك سعي إسرائيل لتحقيق الأمن المُطلق، وجلب الاستقرار لإسرائيل لعقود قادمة في المنطقة.

ردود محور المقاومة المُحتملة
وعن ردود محور المقاومة المُحتملة على حادثتي الاغتيال يُرجح ضيفُنا أن يكون الرد قوياً، وان تتجه الجبهات لتنسيق رد قوي لإعادة ترتيب الأوراق من جديد داخل المنطقة، في الوقت الذي تمضي فيه إسرائيل في خُطتها لتشكيل موازين ردع مختلفة.   

ويشير إلى أن المنطقة دخلت على ما يبدو مرحلة الحرب واسعة النطاق "الحرب المفتوحة"، لإن إسرائيل ليست مستعدة للذهاب في صفقات، وفقاً لرؤية جبهات المقاومة في المنطقة. 

هذا ونقلت نيويورك تايمز عن مسؤولين إيرانيين قولهم: "من بين الخيارات هجوم منسق من إيران واليمن وسوريا والعراق لتحقيق أقصى تأثير".