كتب: د. عبد الرحيم سويسة
تصادف اليوم الذكرى ال 72 لثورة 23 يوليو في مصر، والتي قادها وفجرها الزعيم العربي الخالد جمال عبد الناصر، هذه الثورة التي وصل تأثيرها الى كل مناحي الحياة في مصر وامتد من مصر المحروسة الى جميع بقاع المعمورة.
في مصر الغت ثورة 23 يوليو حكم النصف بالمئة ليصبح الحكم بيد تحالف قوى الشعب العاملة، وأطلقت ثورة حقيقية طالت كل مناحي الحياة وحققت نهضة اجتماعية اقتصادية علمية كبيرة تشبه المعجزة. يكفي لمعرفة تأثير ثورة23 يوليو في مصر انها انهت كل اشكال العبودية والنهب والاقطاع والحفاء (حفاء القدمين) وحاربت الامية والامراض التي كانت مستوطنة في مصر، وأعلنت مجانية التعليم بكافة مراحله، وامنَّت الخدمات الصحية لعموم الشعب، ونفذت مشروع كهربة الريف المصري وأطلقت نهضة صناعية كبيرة شملت بناء أكثر من ألف مصنع بالإضافة الى بناء السد العالي العظيم الذي اعتبرته الأمم المتحدة أعظم مشروع هندسي في القرن العشرين
. وعلى الصعيد الفلسطيني تبنت ثورة 23 يوليو القضية الفلسطينية على اعتبار انها قضية قومية بل قضية العرب الاولى، ودعمت النضال الوطني الفلسطيني بكل اشكاله وتنظيماته، وسعت الى إبراز الشخصية الفلسطينية واحترمت استقلالية القرار الفلسطيني وتبنت ودعمت تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية ناهيك عن فتح الجامعات المصرية امام مئات الاف الطلبة الفلسطينيين مجانا.
يكفي ان نتذكر قول عبد الناصر عندما عرضوا علية إعادة سيناء كاملة لمصر مقابل انهاء حالة الحرب مع إسرائيل ان قال لهم ( القدس قبل سيناء) ويكفي ان نتذكر نعي منظمة التحرير الفلسطينية له عند وفاته قائلة (عاش لنا ومات من اجلنا).
وعلى الصعيد الاسلامي اهتمت ثورة 23 يوليو بنشر وتعليم الإسلام ودعمت الازهر الشريف وقامت بترجمة القرآن الى اللغات الاخرى واسـست إذاعة خاصة للقران الكريم وفتحت أبوابها للوافدين من كل دول العالم لدراسة هذا الدين الحنيف مجانا وتعلمه وفهمه ونشره. وعالميا ساندت ثورة يوليو حركات التحرر العالمية ولعبت دورا فاعلا في تصفية الاستعمار في افريقيا واسيا وامريكا اللاتينية وصارت القاهرة مقرا وعاصمة لحركات التحرر العالمية ولكل ثوار العالم ولا يمكن ان ينسى احد دورها في تأسيس نظام عالمي جديد عُرف حينها باسم "حركة عدم الانحياز" والتي كان ابرز قادتها ناصر وتيتو وجواهر لال نهرو
- مؤتمر باندونغ الشهير في عام 1955.