مركز بيسان لوطن: المجاعة في غزة أصبحت أمرا واقعا وضحاياها في تزايد متسارع وتداعياتها تحمل كوارث لأجيال قادمة

17/07/2024

مواجهة المجاعة لا يقتصر على توفر الغذاء فقط، كونها أصبحت حالة مرضية بحاجة إلى تدخل طبي

الحكومة صامتة إزاء ما يجري في غزة، وخطاب الأمم المتحدة تفوق على خطابها

 

رام الله – وطن للأنباء: أعلن خبراء أمميون أن المجاعة انتشرت في جميع أنحاء قطاع غزة، وسط توقف شبه كامل لدخول المساعدات الغذائية، ما تسبب بمعاناة آلاف الأطفال بسبب سوء التغذية والجفاف، ما يدلل على تحويلها من قبل جيش الاحتلال الى سياسة ممنهجة ضمن حرب الإبادة الجماعية.

وقال أبي العابودي مدير مركز بيسان للبحوث والإنماء خلال حديثه لبرنامج "شد حيلك يا وطن"، ضمن موجة "غزة الصامدة، غزة الأمل" الذي يبث عبر شبكة وطن الإعلامية أن المجاعة باتت واقعا وُشخصت رسميا من قبل الأمم المتحدة منذ شهر آذار الماضي، وقد أطلقنا نداء عاجلا باسم شبكة المنظمات الأهلية، وكافة النقابات آنذاك، للأمم المتحدة والحكومة لإعلان قطاع غزة منطقة منكوبة تعاني من المجاعة والكوارث البيئية والأمراض.

ولفت العابودي الى ان "مراسلات عدة جرت منذ نيسان وأيار الماضيين مع مسؤولين من الحكومتين السابقة والحالية بشأن ذلك، لكن للأسف لم نتلق ردا او تجاوبا اتجاه الموضوع".

وأضاف العابودي "أن الحكومة صامتة إزاء ما يجري، ولم نر منها تجاوبا مع ما يحدث في الواقع الفلسطيني"، موضحا "لأول مرة في تاريخ السلطة الفلسطينية، فان خطاب الأمم المتحدة يتقدم على الخطاب الفلسطيني".

ولفت العابودي الى ان الأمم المتحدة كشفت الأسبوع الماضي على لسان 9 مقررين خاصين واهمهم المقرر الخاص بالحق في الغذاء، أن قطاع غزة يعاني من المجاعة، التي باتت منتشرة، بينما أكدت 13 مؤسسة أممية عدم قدرتها واستطاعتها على توزيع الغذاء وايصاله الى قطاع غزة، كما اعلنت معظم المؤسسات الدولية عن توقفها عن شراء الأغذية منذ الأول من أيار نتيجة استمرار إغلاق المعابر وعدم السماح بإدخال المساعدات وتكدسها على الجانب المصري.

وقال العابودي إن قطاع غزة منطقة منكوبة بالتلوث وانتشار الأمراض والأوبئة، حيث يمنع الاحتلال ايصال الوقود ما جعل الاستجابة الاغاثية والطبية صعبة ومعقدة، مضيفا أنه وفقا للنماذج التحليلية ستزيد أعداد الضحايا في غزة لأكثر من 187 ألف شهيد بشكل غير مباشر نتيجة عمليات التجويع وسوء التغذية وانتشار الامراض والتعطيش وانتشار الاوبئة والتلوث.

وأكد العابودي أن مواجهة المجاعة لا يقتصر على توفر الغذاء فقط، كونها أصبحت حالة مرضية بحاجة إلى تدخل طبي، لمحاصرة تداعياتها الكبيرة لا سيما على الأطفال خاصة ممن هم دون سن الخامسة، كونهم في مرحلة تكوين عقلي وجسدي، وبالتالي تعرضهم لسوء تغذية يترتب عليه تشوهات لديهم على مدى الحياة، كون المجاعة تؤدي لخلل جيني سيبقى لأجيال قادمة ما يضعنا أمام حرب إبادة غير مسبوقة.

وأبدى العابودي استغرابه من صمت الحكومة حيال الابادة والمجاعة في غزة، قائلا "من المعيب جدا أن تسبق الأمم المتحدة الحكومة في التعبير عن واقعنا الفلسطيني، وقد توقعنا بالأمس بعد إعلان الأمم المتحدة أن تلحقها الحكومة وإعلان قطاع غزة منطقة منكوبة ولكن ذلك لم يحدث، ما يضع علامات استفهام حول ذلك، أهمها هل هناك خطة حكومية متكاملة للتعامل ما يجري في قطاع غزة، وهل هناك قدرة على الاستجابة، وهل هناك خطوات جدية لإعلان حالة الطوارئ في الوقت الذي تحدث فيه رئيس الوزراء عن قيام الوزارات المعنية والوزراء بكافة الجهود لإغاثة أهلنا في قطاع غزة" .

واكد العابودي أن ما يحدث اليوم في غزة هو "حرب إبادة بكافة أبعادها"، لافتا ان على الحكومة الفلسطينية اتخاذ خطوات عملية للاستجابة للوضع في غزة، من خلال اتخاذ خطوات قانونية داخلية لديها، بداية بإعلان قطاع غزة منطقة منكوبة وفق القانون الفلسطيني الذي يضم مواد متكاملة حول إعلان منطقة ما أنها منكوبة، و تشخيص الواقع ووصفه كما هو، واخذ الاجراءات الداخلية المعنية بتقديم تسهيلات في المعاملات الحكومية،  لاستصدار أوراق رسمية وتصاريح طبية لأهلنا في القطاع كي لا تمر بمرحلة بيروقراطية طويلة جدا تزيد من معاناتهم.

وشدد العابودي على ضرورة إعفاء كافة المساعدات الإنسانية والوقود من الضرائب لتشجيع الجهات المانحة على الحصول على أكبر كميات منها، وتوريدها لكي لا تكون الأمور المالية عائقا لها.

وشدد العابودي على ضرورة ان تكون هناك حكومة فاعلة ومستجيبة للطوارئ فالحكومة الحالية مضى على توليها 100 يوم ولم نلمس فرقا في عملها، مع إدراكنا لحجم التحديات ووجود الاحتلال والتضييقات، لكن بالمقابل هناك طاقات فلسطينية يمكن الاستفادة منها في حال توجهت الى المجتمع وقامت بإشراكه في مواجهة تلك التحديات.

وأكد العابودي أن حرب التجويع تطال على كل الفلسطينيين، فهناك حرب تجويع في الضفة الغربية الى جانب قطاع غزة، وهناك حرب تجويع للأسرى في السجون، وبالتالي فأن سياسات الاحتلال ستطال الجميع وهو ما يحتاج الى سياسات عاجلة للاستجابة.