رام الله – وطن للأنباء: قال الكاتب والمحلل السياسي نزار نزال أن تأثير الانتخابات الأمريكية على القضية الفلسطينية كبير جدًا، خاصة في ظل حاجة الجمهوريين والديمقراطيين لرضا ودعم اللوبي الصهيوني، ما يجعل القضية الفلسطينية تتأثر بشكل كبير بهذه التحالفات والتوجهات السياسية.
وأضاف نزال خلال حديثه لبرنامج "صباح الخير يا وطن" عبر شبكة وطن الإعلامية ان الحزب الديمقراطي يبدو اليوم بسبب ضعفه بحاجة إلى دعم رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومن خلفه اللوبي الصهيوني، وبسبب ذلك سنرى تغييرات كبيرة في السياسة الأمريكية تجاه القضية الفلسطينية.
ولفت نزال ان الديمقراطيين يعتمدون بشدة على دعم اللوبي الصهيوني للوصول الى البيت الأبيض، وهذا يجعلهم مستعدين لتلبية مطالب نتنياهو مقابل هذا الدعم، الأمر الذي سيؤثر بشكل مباشر على الوضع الفلسطيني.
وعن الخطاب المتوقع لنتنياهو في الكونغرس الأمريكي، قال نزال ان نتنياهو يحمل في جعبته ملفات عدة سوف يطرحها في خطابه يتعلق بعضها في السياسة الامريكية، ولذلك من المتوقع ان نشهد تأثيرات كبيرة على القضية الفلسطينية.
ولفت نزال ان الجمهوريين سيكونون أكثر دعمًا وسخاءً ماليًا للاحتلال، إذا تصاعدت المواجهة إلى حرب بين إسرائيل ولبنان، ومن المحتمل ان تشهد تدخلًا أمريكيًا عسكريا واضحًا، وهو ما يريده نتنياهو الذي يريد جعل الأمريكيين شركاء في هذه الحرب، وجرهم إلى صراع عنيف يمكن أن يخلصها من "عقدة المقاومة".
واكد نزال ان وصول الجمهوريين وممثلهم دونالد ترامب إلى سدة الحكم، سيترك تأثيرا واضحا على القضية الفلسطينية، وقد يسهل على الاحتلال تنفيذ "خطة الحسم" التي تحدث عنها سموتريتش وبن غفير.
واعتبر نزال أن الانتخابات الامريكية ستشكل محطة مفصلية في تاريخ الصراع، سيتجلى بالدعم السخي للإسرائيليين سواء فاز الجمهوريون أو الديمقراطيون، وان كان الاحتلال يفضل الجمهوريين الذين سيمدون "إسرائيل" بالقوة والوسائل العسكرية المتقدمة، ويتعاونون معها في حالة الحرب، وتحديدا على الجبهة الشمالية، مع غض الطرف عن الاستيطان والضم، وبذلك، ستكون إسرائيل مرتاحة ومنطلقة في جميع النقاط الساخنة في الضفة الغربية وقطاع غزة وعلى الجبهة الشمالية، وربما تتطور الأمور إلى ضرب المواقع الإيرانية، على عكس سياسة الديمقراطيين التي تميل إلى التعامل مع الإدارة الفلسطينية بأسلوب معقد، بينما سيكون الجمهوريون أكثر صراحة ووضوحًا في دعمهم لإسرائيل.
وتطرق نزال الى الاختلاف بين سياسة دونالد ترامب وجو بايدن، قائلا ان "الديمقراطيين يحملون شعار الحرية والعدالة والديمقراطية، مما يدفعهم للحفاظ على علاقات اقتصادية وأمنية مع السعودية ومصر، ويتعاملون بأسلوب المفاوضات والتنسيق والدبلوماسية، بينما يتسم الجمهوريون بالصراحة والوضوح في تعاملهم مع الأوضاع الحالية، مستغلين حالة العجز والخنوع دون مراعاة للشعور العربي أو إعطاء أهمية كبرى للمصالح غير العسكرية، حيث يركزون أساسًا على المصالح العسكرية بدلاً من القوى الناعمة".