بايدن والرسوب الانتخابي المؤكد

17/07/2024

 

 

كتب: فادي البرغوثي

اسباب كثيرة ادت إلى تراجع شعبية الرئيس الأمريكي جو بايدن ويمكن ان تؤدي إلى الاطاحة فيه وانتهاء مستقبله السياسي بسبب كبر سنه إذ لا يمكن أن يعود ويرشح نفسه مرة أخرى كما فعل منافسه دونالد ترامب.

ويمكن ان نقول ان السبب الرئيسي في تراجع بايدن هو موقفه السئ من القضية الفلسطينية على وجه التحديد خاصة ما ظهر بشكل جلي بعد السابع من أكتوبر وما تبين من حرب مجنونه وغير أخلاقية تقودها اسرائيل ضد الشعب الفلسطيني.

في الواقع فإن تراجع شعبية بايدن يقودني في الذاكرة إلى سقوط يهود باراك في الانتخابات داخل دولة الاحتلال عام 2000خاصة ان براك جاء بدعايه انتخابية لتطبيق  السلام  وحينما وصل إلى سدة الحكم تراجع عن مواقفة وتنكر لجميع تصريحاته السابقة وبرنامجه الانتخابي الذي صوت عليه الاسرائيليين  وحينما جاءت الانتخابات مرة أخرى هوى بسقوط  مدوي  في حين نجح منافسه الذي بعد الأكثر تطرفا في تاريخ دولة اسرائيل والمسؤول المباشر عن مجزرة صبرا وشاتيلا عام 1982م.

جاء هذا التراجع في شعبية يهود براك بعدما شعر كل واحد كان قد صوت له  بحجم التضليل الكبير الذي لعبة  كرجل يدعو إلى السلام ولم يعمل عليه ما جعل  الاسرائليين لا يشعرون  بالفرق ما بين الشخصين  فالأول يعلن انه يريد السلام ولا يعمل على تطبيقه بينما الثاني كان متناغم تماما ما يعلن موقغه الرافض ويسعى إلى ذلك  وهو ما جعل شرخا حقيقيا بين جمهور يهود براك نتيجة افعاله بينما ظل جمهور شارون متمسكا

نفس الأمور فعل جو بايدن داخل الولايات المتحدة الأمريكية فقد أعلن في دعابته الانتخابية التي جرت في  في عام 2020  بأنه سيقوم بإعادة السفارة إلى  ما تسمى تل أبيب بدلا من القدس مخالفا لفعل ترامب  كما وعد بوقف الاستيطان في حين ان ترامب اطلق العنان للحكومة الإسرائيلية بالسيطرة على الاراضي الفلسطينية التي احتلتها عام 1967 م كما انه وعد بتطبيق الاتفاقية التي حدثت زمن باراك أوباما مع إيران وتم إلغائها زمن ترامب واخلف وعده في هذا الملف أيضا.

ما يجعلنا ندرك أن الكثير من الذين انتخبوا جو بايدن على برنامجه جرى تجاوزه بالواقع العملي وبالتالي سيقوم هؤلاء بالاحجام عن تايده وانتخابه مرة أخرى

وهذا لا يعني بتاتا بان الاحجام من هذا الجمهور على عدم انتخابات جو بايدن ان يتحول إلى ترامب لكنه لن يعود وبصوت لبايدن وستظل شعبية ترامب مثلما هي  تعتمد على المتطرفين بينما جو بايدن المتطرف لا يمكن له  أن خسر شعبيته التي قامت على خطاب معتدل ان يعود هذا الجمهور  وينتخبه مرة أخرى فالشعوب في البلدان التي تجري فيها انتخابات لا يتم خداعها مرتين ما يبشر في  سقوطا مدويا له.