وطن للأنباء: كشف تقرير نشرته صحيفة "الغارديان" البريطانية عن تقديرات صادمة، للآثار البيئية الناجمة عن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة المُتواصل منذ السابع من أكتوبر الماضي.
وجاء في التقرير ان أسطولاً مكوناً من أكثر من 100 شاحنة سيستغرق أكثر من 15 عاماً لتطهير قطاع غزة من أنقاض الحرب، وبحسب تقديرات الأمم المتحدة فإن غزة مغطاة بأكثر من 40 مليون طن من الركام، وستتكلف أعمال تطهير القطاع من أنقاض الحرب نحو 600 مليون دولار.
المياه الجوفية.. أكثر عناصر النظام البيئي تضرراً جراء استمرار العدوان
الخبير البيئي د. عقل أبو قرع يقول في تعليقه على ما جاء في تقرير "الغارديان" البريطانية، إن النظام البيئي في قطاع غزة بكافة عناصره تضرر بشكل بالغ، جراء العدوان الإسرائيلي المُستمر منذ نحو 10 أشهر، مشيراً إلى أن مخاطر التلوث تهدد خزان المياه الجوفية في القطاع، والتربة، وبالتالي الانعكاسات السلبية للتلوث على الزراعة والنظام الغذائي لعقود قادمة.
ويشير أبو قرع إلى أن المياه الجوفية هي أكثر عناصر النظام البيئي تضرراً جراء استمرار العدوان، حيث إن المياه الجوفية تشكل 95% من مصادر المياه في القطاع، موضحاً أن خزانات المياه الجوفية تتواجد على عمق مترين فقط من سطح التربة، وهو الأمر الذي سيجعلها أكثر عُرضة للملوثات الناجمة عن القنابل الثقيلة، ثُم يلي ذلك التربة التربة التي تعرضت لملوثات مُعقدة، ستؤثر بلا أدنى شك على مستوى مؤمنيتها وخصوبتها للزراعة.
أثر 40 ألف قنبلة مُدمرة ألقتها إسرائيل على غزة يفوق أثر القنبلة النووية وكوراث الطبيعة
ويقول في حديثه لبرنامج "مساء الخير يا وطن"، ويبث عبر شبكة وطن الإعلامية، إن "إسرائيل" ألقت نحو 40 ألف قنبلة مُدمرة على قطاع غزة، على مدار 10 أشهر من العدوان المُستمر، وعند مقارنة الأثر التدميري للقنابل الثقيلة التي ألقتها إسرائيل على القطاع بالآثار التدميرية للقنابل النووية المُستخدمة في الحرب العالمية الثانية، أو بالآثار التدميرية للكوارث الطبيعية (الزلازل والبراكين)، فإن الأثر التدميري للقنابل الإسرائيلية سيفوق الآثار التدميرية للقنبلة النووية، وللكوارث الطبيعية الأخرى.
خلال 10 أشهر .. الاحتلال دمر النظام البيئي في غزة
ويتابع: "لقد تغيرت التضاريس الفعلية، فهناك تلالٌ لم تكن موجودة، وحفرٌ لم تكن موجودة من قبل، حيث إن القنابل التي تزن 2000 رطل التي ألقتها "إسرائيل" على القطاع تعمل في الواقع على تغيير شكل التضاريس"، ويضاف إلى ذلك تدمير الأحياء السكنية والشوارع والمعالم الأثرية والأراضي الزراعية، وكلُها مؤشرات قوية جداً على الدمار الكبير الذي لحق بالنظام البيئي في غزة، وفقاً لضيفنا.
وأدى العدوان على غزة إلى خفض مستويات الصحة والتعليم والثروة في القطاع إلى مستويات العام 1980، من خلال استهداف الشوارع والمدارس والجامعات ومحطات توليد الكهرباء ومحطات تحلية المياه، والمرافق العامة، بمعنى أن "إسرائيل" نسفت جهود 44 عاماً من التنمية في غزة.
وعن المُعالجات والتدخلات اللازمة، يقول ضيفُنا إن تحديد الأضرار البيئية ورسم خُطة للتدخلات يجب أن يستند إلى دراسات علمية وكيميائية مُعمقة، فور وقف العدوان على غزة.
جبال الأنقاض في غزة مليئة بالذخائر غير المنفجرة
وفي السياق يُشار إلى أن جهاز الدفاع المدني في غزة ذكر الأسبوع الماضي، أن جبال الأنقاض في غزة مليئة بالذخائر غير المنفجرة، مما يؤدي إلى “أكثر من 10 انفجارات كل أسبوع”، مما يتسبب بوقوع مزيد من الضحايا.