عرابي: أي تراجع للمقاومة يعني الانتحار، اما الصمود سيؤدي الى افق سياسي

11/07/2024

سياسة الدولة العميقة تجاه دعم كيان الاحتلال ثابتة ولا تتغير بتغير "شيخ القبيلة"

الصراع بين اقطاب كيان الاحتلال ليس وليد اللحظة لكنه ازداد نتيجة عقده الاستراتيجية الثلاث

كيان الاحتلال أسير عقد استراتيجية ثلاث "عقدة 7 اكتوبر، عقد جبهة الشمال مع حزب الله، عقدة اليوم التالي للحرب"

الحديث عن صفقة تبادل هو جزء من الملهاة التي يلعبها الامريكي والإسرائيلي لشراء مزيد من الوقت لقتل الشعب الفلسطيني

من يعطل الوصول للصفقة ليس نتنياهو وحده بل المجتمع الإسرائيلي الفاشي والدولة العميقة في دولة الاحتلال

يجب ان لا نعوّل على دور الوسطاء، لأنهم شركاء في الضغط على المقاومة لإجبارها على الاستسلام

الخلاف الإسرائيلي الداخلي أساسه من يقتل اكثر من الشعب الفلسطيني


وطن للأنباء: قال الزميل معمر عرابي إن الصراع بين اقطاب كيان الاحتلال ليس وليد اللحظة بل ازداد نتيجة لعقده الاستراتيجية الثلاث التي يعيشها الكيان منذ 7 أكتوبر، وهي "عقدة 7 اكتوبر، عقد جبهة الشمال مع حزب الله، عقدة اليوم التالي للحرب"، والتي تسببت بمزيد من الانقسام الأفقي والعمودي في دولة الاحتلال.

وأضاف عرابي خلال لقاء على قناة الميادين، أن هذه العُقد لا يستطيع نتنياهو ولا غالانت ولا هاليفي التعامل معها، لذلك مؤسسات الاحتلال في حالة ارتباك، والدليل الاتهامات المتبادلة بين اقطاب الاحتلال.

وحول إمكانية الوصول لصفقة تبادل أسرى، قال عرابي "لست متشائما بشأن الصفقة، لكن اُحذر من الملهاة التي يلعبها الاسرائيلي والامريكي حول الصفقة لشراء مزيد من الوقت، لأنهم قرروا منذ اليوم الاول الاستمرار في قتل الشعب الفلسطيني. مضيفا: الإسرائيلي لا يستطيع وقف الحرب وما زال جريحا منذ 7 اكتوبر، هو يصارع الوقت ويبيع الوهم للمجتمع الدولي بانه يريد وقف اطلاق النار.

وتابع: يجب ان لا نصدق ما تنشره المواقع الامريكية حول الصفقة والخلاف الأمريكي الإسرائيلي، لأن بمجملها يكون ورائها الاسرائيلي، ويلعب لعبة اعلامية لشراء المزيد من الوقت لحين العطلة الصيفية للكنيست والانتخابات الامريكية وخطاب نتنياهو في الكونغرس.

وقال إن من يعطل الوصول للصفقة ليس نتنياهو وحده بل المجتمع الإسرائيلي الفاشي والدولة العميقة في دولة الاحتلال، والتي قررت قتل الشعب الفلسطيني والاستمرار في الحرب. مؤكدا أن هناك قرار عميق في الكيان عنوانه مزيد من قتل وذبح الشعب الفلسطيني.

وحول أسرى الاحتلال لدى المقاومة، قال عرابي إن الاسرى ليست الورقة الاستراتيجية بالنسبة للإسرائيليين، والدليل أنهم ساهموا بقتل نصف اسراهم، بل إن شعارهم ان الاسرائيلي الميت افضل من الأسير.. هم يقاتلون بحرب وجود مع المقاومة.

وأضاف: يجب ان لا نعوّل على دور الوسطاء، لأنهم شركاء في الضغط على المقاومة لإجبارها على الاستسلام. مضيفا: لا ارى ان هناك صفقة قريبة، بل مزيد من التطهير العرقي والقتل الجماعي للشعب الفلسطيني.

وأكد أن هناك ضغوطات عربية وغربية على المقاومة. هذه الضغوطات يريدون منها رأس المقاومة وتصفيتها، لذلك ليس امام المقاومة سوى الصمود، لأن أمامها موت محتمل وخلفها موت أكيد، أي ان التراجع يعني الانتحار، اما الصمود سيؤدي الى افق سياسي، واذا تم تحصين 7 اكتوبر فلسطينيا ومن النخب العربية سيأتي لنا بدولة ، أما ان تم بيع انتصار 7 اكتوبر سيعرضنا الى نكبة فلسطينية جديدة.

وأوضح أن المقاومة تعاملت بمرونة في مفاوضات الصفقة مع أنها قد تكون تعلم ان نتنياهو سيرفض ذلك، لكنها تريد سحب البساط من تحت نتنياهو حتى لا يقال امام الجبهة الداخلية والرأي العام العالمي انها رفضت المفاوضات.

وأكد عرابي أنه لن يكون هناك وقف اطلاق النار وصفقة تبادل الا بشروط المقاومة ، فبعد 10 شهور من الذبح لا تستطيع المقاومة ان تفرط بهذا الذخر الاستراتيجي والصمود امام اعتى قوى في العالم.

واشار إلى أنه لو أرادت امريكا ايقاف الحرب او اسقاط حكومة نتنياهو لفعلت ذلك منذ اليوم الأول للحرب، لكن امريكا هي على يمين نتنياهو، ولديها حسابات استراتيجية، خصوصا في الشمال لانه يعرف انه أمام حرب خاسرة مع المقاومة اللبنانية، أما مع المقاومة الفلسطينية يعلم الامريكي ان أي هزيمة للكيان تعني هزيمة للمشروع الامريكي الذي استثمر به على مدار 76 عاما.

وقال يجب ان لا نعول على الامريكي لانه شريك اصيل في العدوان، ومحاولته استخدام بعض الكلمات الدبلوماسية والمصطلحات الفضفاضة بأنه يريد وقف الحرب، هي لشراء مزيد من الوقت لقتل الشعب الفلسطيني، والدليل ازدياد المساعدات العسكرية الامريكية لاسرائيل.

وبشأن تغير الإدارة الامريكية مع قرب الانتخابات، استشهد عرابي بمقولة المفكر الفلسطيني الراحل إدوارد سعيد حينما قال إن العرب كانوا يعتقدون أن الإدارة الأمريكية كشيخ القبيلة تتغير بتغير هذا الشيخ، لكن الحقيقة أن هناك دولة عميقة في واشنطن وفي مؤسساتها مثل الكونغرس ومجموعات الغضط، هي التي تقرر وليس الإدارة الأمريكية، وثابتة في دعمها لكيان الاحتلال، لذلك سيخرج نتنياهو من كلمته المقررة امام الكونغرس كالبطل. مضيفا: يجب عدم التعويل على الادارة الامريكية، ويجب ان لا نخدع بالتصريحات الامريكية حول وقف الحرب.

وقال إن الكيان بعد 7 اكتوبر ليس كما قبله، بالمعنى الاستراتيجي ومستقبله، حيث جزء من الخلافات هي من المزاودات السياسية في دولة الاحتلال، لكن الخلاف ليس بين يمين ويسار او من يتعاطى مع حقوق الشعب الفلسطيني ومن لا يتعاطي، بل الخلاف هو من يقتل اكثر من الشعب الفلسطيني .

واضاف: يجب ان لانتعاطى مع هذا الخلاف انه على حقوق الشعب الفلسطيني، بل هو خلاف بين الفاشي والفاشي أكثر في قتل الشعب الفلسطيني، وهذه المزاودات الداخلية ستزداد لانها تعبر عن حالة الإرباك الداخلي، خاصة أن جيش الاحتلال لم يحقق اي شي اهدافه المعلنة سوى القتل والذبح.

وحول هاجس الاحتلال في اندلاع الحرب مع حزب الله، تسائل عرابي: سلاح الجو الذي باعه الاحتلال للعالم بأنه متفوق عسكريا،  ماذا يفعل الآن امام مسيرات حزب الله؟!