الكاتب والمحلل السياسي سليمان بشارات لوطن: هناك رغبة أكثر إلحاحا من كل الأطراف للتوصل الى صفقة تبادل

11/07/2024


رام الله – وطن للأنباء: أجمعت التسريبات بشأن مسار المفاوضات المتعلقة بصفقة التبادل ووقف إطلاق النار بين المقاومة والاحتلال الى وجود تقدم ملموس، في حين ذكرت التسريبات الأمريكية أن المفاوضات توصلت إلى اتفاق إطاري من الممكن أن يقود إلى اتفاق قريب.

وتعقيبا على ما يرشح من تسريبات بشأن المفاوضات، قال الكاتب والمحلل السياسي سليمان بشارات خلال حديثه لبرنامج "وطن في الظهيرة" ضمن موجة "غزة الصامدة، غزة الأمل" الذي يبث عبر شبكة وطن الإعلامية أن كل ما ينشر حتى اللحظة من معلومات وتسريبات هي مجرد قراءات خاصة، وتسريبات من جهات أمريكية تدلل على أن هناك رغبة أكثر إلحاحا هذه المرة من قبل كل الأطراف لتتويج هذا الجهد باتفاق.

واستدرك بشارات حديثه بالقول ان "طبيعة هذه الاتفاق وشكله واللمسات الأخيرة عليه غير واضحة المعالم حتى اللحظة، ورغم الجهد المبذول الا ان مفتاح الحل النهائي لا يزال بين يدي بنيامين نتنياهو إما أن يمرره أو يعطل كل هذه الجهود".

وقال بشارات " ان نسبة التفاؤل بالتوصل الى اتفاق توازي نسبة التشاؤم، وفي لحظة معينة يمكن أن يعيد نتنياهو الأمور إلى مربعها الأول"، مشيرا ان التسريبات بشأن الصفقة نُشرت عبر صحيفة واشنطن بوست استنادا الى مصادر أمريكية ما يجعل إدارة بايدن تبدو الأكثر حرصا بقطع الطريق على نتنياهو من التلاعب في أي مرحلة من التفاوض، ووضعه أمام الأمر الواقع للضغط عليه لتنفيذ الصفقة.

وأكد بشارات أن كل ما يتم الحديث عنه حتى اللحظة مرتبط بالقواعد الأساسية للتباحث، ومتعلقة بترتيبات المرحلة الأولى، وإمكانية الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة، وكيفيته والمفاتيح الأساسية التي تكون عليها عملية التبادل في المرحلة الأولى، وهي أمور لم تحسم بشكل جازم.

ورجح بشارات وجود "أرضية متوافق عليها سواء ما يتعلق بالتعهدات بوقف الحرب، وإبداء المقاومة مرونة في ذلك، استنادا على ما يبدو لتعهدات قدمتها لهم الولايات المتحدة والوسطاء بأن الجهود ستستمر حول الانسحاب الكامل من قطاع غزة، مقابل ضخ الإدارة الأمريكية مزيدا من العطايا على نتنياهو كأثمان مسبقة لأجل القبول وعدم الرفض كشحنات الأسلحة الأخيرة وحديثها عن إدارة معبر رفح ومحور فيلادلفيا إضافة إلى قضية إدارة قطاع غزة.

وحول التسريبات المتعلقة بتشكيل حكومة مؤقتة في قطاع غزة أكد بشارات أن ما يطرح هو رغبة في تشكيل لجنة شراكة عربية دولية ممثلة بالأمم المتحدة وبإشراف أمريكي ووجود عربي إقليمي إضافة إلى وجود فلسطيني، موضحا  "حتى لو كان هناك توافق بهذا الاتجاه إلا أن الأطراف العربية لن تقبل بدخول قواتها إلى قطاع غزة وربما يقتصر الوجود العربي على الإشراف والجوانب الإدارية والإنسانية وتوزيع المساعدات بعيدا عن الجانب الأمني والعسكري لأن ذلك سيكون له حساسية في العلاقة العربية الفلسطينية، وعدم رغبة الدول العربية إعطاء غطاء للاحتلال .

وأكد بشارات أن المخاوف ما زالت قائمة بإفشال المفاوضات، فالكلمة النهائية لنتنياهو وكيفية تعاطيه من كل مخرجات هذه المباحثات، مضيفا "البعض يرى أن قبول نتنياهو بإرسال الوفود هي لشراء الوقت للوصول إلى يوم 24 من الشهر الحالي بهدف تمرير زيارته الى واشنطن وإعادة الأمور إلى نصابها، وآخرين يرون أن المؤسسة الأمنية والعسكرية تضغط على نتنياهو لإنهاء الحرب والانسحاب من قطاع غزة لإتمام هذه الصفقة".