وطن للأنباء: صعّد جيش الاحتلال عملياته العسكرية بالضفة الغربية المحتلة، وزاد وتيرة الاقتحامات والمداهمات للبلدات والمخيمات، منذ السابع من أكتوبر الماضي، مخلفا عشرات الضحايا ومئات المعتقلين، ومع بدء الاحتلال حرب الإبادة الجماعية بحق المدنيين في قطاع غزة، بدء باستهداف الصحفيين بشكل محموم، لحجب الصورة ولإسكات الصوت الفلسطيني وتحطيم الأقلام الحرة.
وتشير بيانات الربع الأول للعام 2024 ضمن تقرير صادر عن نقابة الصحفيين الفلسطينيين، إلى استشهاد 31 شهيداً/ة صحافياً/ة، بينما بلغ عدد من أصيبوا بجروح دامية 30 صحيفاً/ة، وفقاً لمسؤول ملف الحريات في نقابة الصحافيين الفلسطينيين محمد اللحام، الذي يشير إلى أن عدد الشهداء من الصحفيين يساوي عدد الجرحى خلال الفترة المرصودة، وهو ما يؤشر على نية الاحتلال الإسرائيلي المُبيتة بقتل الصحفيين.
استشهاد 12% من صحفيي قطاع غزة منذ بدء العدوان في أكتوبر الماضي
ويشير اللحام في حديثه لبرنامج "وطن وحرية"، ويبث عبر شبكة وطن الإعلامية، ويقدمه الزميل عبد الفتاح دولة، إلى أن استشهاد 12% من صحفيي قطاع غزة منذ بدء العدوان على القطاع، يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك بأن الاحتلال إنما يستهدف الصحفيين لحجب الرواية الفلسطينية، وأن الصحفيين الشهداء دفعوا أرواحهم ثمناً للحقيقة وللموقف.
4 صحفيات قيد الاعتقال بينهن أمٌ لطفة رضيعة
ويسلط البرنامج في حلقته اليوم الخميس المزيد من الضوء على اعتقال الصحفيين، وحول ذلك يؤكد اللحام أن حالات الاعتقال الموثقة لصحفيين/ات منذ بدء العدوان على غزة بلغت 105، أفرج الاحتلال عن عدد منهم بينما يُبقي على اعتقال عدد آخر، مشيراً إلى أن 10 صحفيات تعرضن للاعتقال ولا تزال 4 منهن في سجون الاحتلال، بينهن أمٌ لطفلة رضيعة وهي الصحفية رولا حسنين.
صحفيو غزة الأسرى .. والمصير المجهول
ويحذر ضيفنا من جريمة الإخفاء القسري التي تنتهجها سُلطات الاحتلال بحق معتقلي قطاع غزة بما فيهم الصحفيين المعتقلين من القطاع، وتتزايد المخاوف حول مصيرهم المجهول، ومنهم نضال الوحيدي وهيثم عبد الواحد وعماد الافرنجي ومحمد صابر عرب، وانقطعت خبارهم تماماً منذ اعتقالهم من مناطق مختلفة بقطاع غزة.
ورغم قرار الاحتلال تعليق زيارات عائلات الأسرى والمحامين منذ السابع من أكتوبر الماضي، تمكت نقابتا الصحفيين والمحامين الفلسطينيين من متابعة عدد من الملفات القانونية لعدد من الصحفيين والصحفيات، منها على سبيل المثال لا الحصر ملف اعتقال الصحفية سُمية جوابرة من نابلس، وأفرج عنها مؤخراً، والملف القانوني للصحفي المعتقل المُصاب معاذ عمارنة، كما يوضح اللحام.
ويتطلب اعتقال الصحفيين/ات بذل جهود أكبر على المستوى القانوني، لا سيّما في تعنت الاحتلال الإسرائيلي، ومنعه الصليب الأحمر من تأدية مهماته والأدوار المنوطة به، تجاه الأسرى الفلسطينيين بشكل عام، والصحفيين الأسرى بشكل خاص.
غالبية الصحفيين الأسرى معتقلون إداريون
ويكشف اللحام عن وجود نحو 13 من الصحفيين قيد الاعتقال في سجون الاحتلال، قبل السابع من أكتوبر العام الماضي، وأن معظم الأسرى الصحفيين معتقلون إداريون، والبعض الآخر لا يزال موقوفا في انتظار محاكم عسكرية.
نبذل جهوداً لضمان ملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين
وعلى مستوى الجهود المبذولة لضمان عدم إفلات مجرمي الحرب الإسرائيليين من العقاب وملاحقتهم، يقول اللحام: "أجرينا لقاءات متعددة مع مسؤولين في الأمم المتحدة، ولقاءً مع الرئيس التنفيذي لليونسكو، والاتحاد الدولي للصحفيين، وطالبنا بالتدخل مع كافة الجهات ذات العلاقة لوقف هذه الجريمة بحق الاسرى والاسيرات من الصحفيين/ات في سجون الاحتلال".
ويضيف: "نحن بصدد صياغة مشروع قرار بالشراكة مع سفراء عدد من الدول التي ستترأس مرافق أو أقسام في الأمم المُتحدة خلال الدورات المُقبلة، ويرتكز مشروع القرار على ضمان ملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين"، لافتاً إلى التفاعل الإيجابي مع حراك النقابة في هذا المجال.