رام الله – وطن للأنباء: حوّل العدوان الإسرائيلي قطاع غزة، لمكان غير صالح للحياة جراء استهداف كل معالم الحياة فيه، حيث قدرت الأمم المتحدة تكلفة إعادة إعمار قطاع غزة بنحو 40 مليار دولار، وأكدت أن التعافي من الدمار الهائل وغير المسبوق الذي لحق بالقطاع بسبب العدوان الإسرائيلي الممتد قد يستغرق 80 عاما.
ورصد المدير العام لمركز العمل التنموي "معًا" سامي خضر، في حديثه لموجة "غزة الصامدة، غزة الأمل" جوانب من الدمار الذي لحق في غزة، مؤكدا أن الوضع العام في قطاع غزة كارثي وغير مسبوق على جميع الأصعدة.
وأضاف خضر أن الأرقام والمؤشرات التي تعلن من قبل مؤسسات الأمم المتحدة تتحدث عن 122 ألف شهيد وجريح وأكثر من 10 آلاف مفقود، وهو عدد غير مسبوق في التاريخ الإنساني وتاريخ الصراع الفلسطيني "الإسرائيلي".
وتابع خضر أن جيش الاحتلال يستخدم العديد من الأسلحة الموجهة ضد المواطنين في غزة بهدف إنهاء القضية الفلسطينية وتهجير الأهالي، ومن تلك الأسلحة الإبادة الجماعية وجرائم الحرب والفظائع التي ترتكب يوميًا، والتجويع ومنع الكهرباء والوقود والغذاء والمياه وهذا لم يكن مسبوق في تاريخ العصر الحديث.
ولفت خضر أن 85% من المنظومة الصحية أصبحت خارج إطار العمل في غزة، ما يعني انتشار العديد من الأمراض وعدم قدرة الجهاز الطبي الإيفاء بالتزاماته تجاه المواطنين في مواجهة الأمراض والكوارث البيئية والطبيعية.
وأشار خضر أن جيش الاحتلال يستخدم سلاح اجتياح رفح، ما يعني تهديد أكثر من مليون ونصف فلسطيني نازح من قطاع غزة إلى مدينة رفح، والتي تشهد يوميًا قصف وقتل وتدمير وإبادة للعديد من العائلات وبشكل صامت دون الإعلان عن اجتياح كامل.
وأضاف أن أخطر ما يواجه المواطن في غزة خلال الحرب هو عدم توفر المياه، وحسب التقارير الإحصائية فأن أكثر من 97% من مياه غزة غير صالحة للشرب، ما جعل استيراد المياه الصالحة للشرب من تركيا ومصر إلى قطاع غزة أساسي.
وأشار خضر أن بلدية غزة تتحدث عن تدمير أكثر من 90% من الآبار الارتوازية في قطاع غزة وعن أكثر من 120 كيلومتر من شبكات المياه الصالحة للشرب، و130 من شبكات مياه الصرف الصحي تم تدميرها بالكامل.
وأضاف أن أكثر من مليون ونصف متر مربع من الشوارع تم تدميرها في مدينة غزة.
ولفت خضر أن المساعدات التي يقدمها المركز منذ الأيام الأولى من الحرب، شملت توزيع المواد غير الغذائية التي كانت موجودة في المستودعات الخاصة بالمركز في جباليا وغزة وخانيونس ورفح.
وتابع خضر "قبل قصف المستودعات في غزة وجباليا عمل المركز على توزيع الكميات المتوفرة بقيمة تتجاوز 900 ألف دولار، من الفرشات والمخدات والسجاد، والمواد غير الغذائية كمواد النظافة والأمور الشخصية للنساء".
وأشار خضر أن المركز تعاون مع مؤسسات رسمية وغير رسمية في مجال التوزيع ووصلنا إلى عدد كبير من مراكز الإيواء والعائلات النازحة.
وتابع خضر أن المركز استمر في العمل في خمسة مجالات أساسية وعلى رأسها الغذاء، وقام بتوزيع ما يقارب 67 ألف وجبة من الوجبات الساخنة في كافة أنحاء قطاع غزة، وفي الفترة الأخيرة منذ حوالي أسبوعين بدأ المركز بتوزيع ما يقارب 4 آلاف وجبة كل وجبة تكفي لثلاثة أفراد في شمال غزة، إضافة الى توزيع رزم الخبز الطازج في شمال غزة، كل رزمة تحتوي على 3 كيلو من الخبز، وتوزيع الطرود الغذائية التي تكفي لـ 6 أشخاص لمدة أسبوع، اذ تم توزيع ما يقارب 200 ألف طرد بالتعاون مع بعض المؤسسات خاصة منظمة الأغذية العالمية.
ولفت الى ان المركز حرص على توزيع الخضار التي ينتج جزء منها في غزة والجزء الأكبر يتم استيراده من شركات، فقد تم توزيع 10 طن من الخضراوات في الشمال و15 طن في الجنوب، ونخطط لنصل إلى 50 طن من توزيع الخضار.
وتابع " أما المجال الثالث ذي جرى العمل عليه هو توزيع 48 ألف رزمة من المواد غير الغذائية وهي مواد متنوعة، تشمل الفرشات والأغطية، ومجموعة من المواد التي تهم الأسرة، إضافة الى توزيع أكثر من 17 ألف رزمة من ملابس الأطفال من عمر 2-16، وتوزيع أكثر من 22 ألف علبة فوط صحية للأطفال، وأكثر من 900 علبة فوط صحية لكبار السن".
وتابع خضر أن إحدى المشاكل التي تواجه المركز في قطاع غزة، هي محدودية قدرة المركز على الوصول إلى الشمال، والذي يحتاج إلى تنسيق من قبل بعض المؤسسات الأممية لإيصال بعض الشاحنات إليه.
ولفت أن الحديث يدور حول ما يقارب الـ 500 ألف إنسان بقي صامد في أرضه في الشمال في بيت لاهيا وبيت حانون وجباليا والشيخ رضوان وغيرها من الأحياء في القطاع التي بقيت عائلاتها فيها.
وتطرق خضر الى تلوث التربة والمياه الجوفية نتيجة القصف والدمار الذي لحق بالمناطق في القطاع، وهو ما سبب عجز في القطاع الزراعي الذي يعتبر من أكثر القطاعات التي تضررت في غزة.
وأشار خضر أن الاحتلال دمر الآبار التي تعتبر المصدر الأساسي لمياه الريّ، حيث تضرر ما يقارب 60% من المستودعات التي كانت تشمل المواد اللازمة للزراعة التي تأتي من شمال قطاع غزة.