استاذ العلوم السياسية علي جرباوي لوطن: رواية الاحتلال فقدت رواجها في الأوساط الشعبية الغربية أمام الرواية الفلسطينية

30/04/2024

رام الله - وطن للأنباء: تعكس الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأمريكية، والتي انتقلت الى جامعات غربية أخرى، جانبا من حجم التأييد وتبني الرواية الفلسطينية، في مواجهة رواية الاحتلال في العالم.

ولم تعد تقتصر تلك الاحتجاجات على إدانة العدوان على قطاع غزة، ووقف إطلاق النار، بل باتت تطالب بفرض العقوبات على دولة الاحتلال ومقاطعتها وسحب الاستثمارات منها، ما يعكس تغيرا في الرأي العام العالمي ثار قلق قادة الاحتلال.

وقال استاذ العلوم السياسية في جامعة بيرزيت علي جرباوي، إن اعلام الاحتلال لا يمكن تجزئته وفصله عن آلة الحرب الإسرائيلية منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة، بل تجندت لخدمته منذ البداية.

وأوضح خلال حديثه لبرنامج "شد حيلك يا وطن" ضمن موجة " غزة الصامدة.. غزة الأمل" عبر شبكة وطن الاعلامية، أن رؤية العالم لجرائم الاحتلال في غزة، والتأييد للرواية الفلسطينية يشكل خطرا على الاحتلال ووجوده، وعليه تسعى دولة الاحتلال الى تكثيف جهودها للقيام بهجوم مضاد للرواية الفلسطينية لحفظ روايته ووجوده.

وأشار الى أن اعلام الاحتلال ومؤسساته في السابق كانت تتوجه الى النخب السياسية حول العالم، لكنها تصطدم اليوم بان المشهد والرواية الفلسطينية أصبح الان متغلغلة في الأوساط الشعبية وتحديدا الشارع الغربي، وهو ما خلق إشكالية حقيقية لدى الاحتلال تتمثل بعدم قدرته على ضبط الرواية خاصة في ظل ما ينشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي التي غيرت العالم.

ولفت الى أن الاحتلال نجح في السابق في تمرير روايته للعالم، لاعتماده أساليب ذكية في تمريرها واستجلاب الدعم لها، الا أن حكومة الاحتلال الحالية بمن فيها من وزراء يمينيين متطرفين مثل ايتمار غفير وبتسلئيل سموتريتش لا يأبهون للأعلام وأهميته ودوره، ما تسبب في خسارته للمعركة عالميا.

وأضاف أن دعوات هؤلاء الوزراء العنصرية العلنية بطرد وتهجير وقتل الفلسطينيين، واعادة الاستيطان الى غزة، يعبر عن مكنوناتهم وسياساتهم واهدافهم، وقد باتت واضحة للجميع، على عكس ما كان يحدث في السابق.

ولفت الجرباوي الى أن الاعلام العبري الرسمي وغير الرسمي يتكاتف معا، وهو لا يسمح بنقل أي رواية مناهضة للاحتلال بعكس الاعلام الفلسطيني، وتحديد الاعلام غير الرسمي المؤثر والأقوى والذي يقوم بجهود كبيرة تسببت باختراقات في نشر جرائم الاحتلال للعالم.

وشدد على ضرورة واهمية تقوية الاعلام الرسمي الفلسطيني لذاته وامكانياته، والتوجه للساحة العالمية، منوها الى أن الرواية الفلسطينية في تصاعد خاصة على مستوى العالم ما تسبب في تحول الرأي العام العالمي، ما يتطلب متابعة ذلك العمل واستغلال الفرص والبناء عليها حتى بعد انتهاء العدوان على غزة.