وطن للأنباء-حنين قواريق: لوحة سوداوية تلخص واقع المعاناة في قطاع غزة حيث ذاق المواطنون كل صنوف العذاب وأنواع الموت... أناس عاشوا بين القتل والتشريد، نزوح وخيام واستهداف عند البحث عن فتات المساعدات أو النجاة، مقابر جماعية ومعسكرات ومعتقلات سرية.
"هذه اللوحة استوحيتها من شارع صلاح الدين الفاصل بين حاجز "إيرز" ورفح، وعاش الغزيون فيه قصص كثيرة، هو وحده قصة وطن، لذلك رسمته في لوحة واحدة وصورت فيه كل أنواع الموت الذي شهدتها غزة، من الاعتقال إلى الدمار، وصولاً إلى الجوع وكل المعاناة"، كما قال الفنان الفلسطيني محمد صالح خليل لـوطن للأنباء.
من جانبه يقول مدير المتحف الفلسطيني، عامر الشوملي لـوطن للأنباء: "هذا المعرض الثاني ضمن سلسلة من المعارض التي كان أولها للفنان تيسير بركات، واللاحق لرأفت أسعد ثم محمد الحواجري، وهي محاولة لرؤية الحرب من وجهة نظر الفنانين بالمجازر التي تحدث في غزة سواء في هذه الحرب أو الحروب السابقة" .
لوحات عدة عرضت في معرض "بث حي" للفنان محمد خليل، وهو الثاني ضمن التظاهرة الفنية التي أطلقها المتحف الفلسطيني في بيرزيت في فبراير المنصرم، بهدف دعم صمود الغزيين الذين ما زالوا يعيشون تحت وطأة نيران حرب الإبادة التي تستهدف حياته ومقدراته الإنسانية والثقافية وأسباب بقائه.
ويرى الشاعر الفلسطيني الذي قَدِم لمشاهدة المعرض جاد غزاوي، لـوطن للأنباء أنه محاولة للتعبير عما يختلج الصدور والقلوب الموجوعة على ما يحدث في غوة، متأملاً أن يقتني المواطنين مثل هذه الأعمال كون أرباحها ستذهب للأهالي في قطاع غزة من اجل مساعدتهم.
بينما يقول مدير المعهد الوطني للموسيقى، اعتراف الريماوي لـوطن للأنباء: "هذه اللوحات جسدت الواقع الذي يعيشه أهالي غزة من منظارين، الأول توثيق المجزرة والمذبحة أي (النكبة المستمرة) بحق الفلسطيني، الثاني هو شكل من أشكال إعادة إحياء الفلسطيني" .
وتابع: "هذا عمل ثقافي فلسطيني لإحياء الذاكرة وتوثيق الحدث من أجل التوجه للفعل المقاوم ضد المحو الذي يمارسه الاستعمار الاستيطاني ضد الفلسطيني".
يتواصل الفنان المشاهد مع الشاهد على الإبادة في غزة، وينقل صوته وصورته إلى لوحات تكاد تخرج من إطارها، وتكاد تتجسد لحماً ودماً... لا يساوي المعرض بين المشاهد عن بعد للمجزرة وبين من هم تحت نيرانها، لكنه يترك فسحة لنرى ماضينا وحاضرنا فيها، إنه الزمن الفلسطيني العالق في لحظة دائمة من القتل والتنكيل.