كاميرا وطن في مخيم نور شمس.. الأهالي يؤكدون: صامدون رغم القتل والدمار ولن نقبل بنكبة جديدة لنا

29/04/2024

وطن للأنباء- إعداد: إبراهيم عنقاوي: الصورة في مخيم نور شمس لا تختلف كثير عما يجري في قطاع غزة، لقد حوّل الاحتلال المخيم في اجتياحه الأخير إلى ساحة حرب استمرت لأكثر من 50 ساعة.

كاميرا وطن تجوّلت في شوارع وأزقة المخيم، فالبنية التحتية دُمّرت بالكامل، لا مياه ولا شبكات صرف صحي ولا شوارع معبّدة، حتى بعض المنازل والمحلات التجارية باتت أكواما من الركام.

يقول نهاد الشاويش رئيس اللجنة الشعبية في مخيم نور شمس لوطن للأنباء، إن الدمار شمل كل شيء في المخيم، حيث طال البنية التحتية وشبكات الصرف الصحي والمياه والكهرباء والأبنية، والاهم من ذلك ارتقى 14 شهيدا وأصيب 27 مواطنا.

ويضيف أن الاحتلال يقوم بمعاقبة كل اهالي المخيم دون تمييز بينهم بهدف تركيعهم وإجبارهم على الخروج من المخيم الشاهد على النكبة والتهجير للوصول إلى عملية تصفية قضية اللاجئين.

ويؤكد رامي عليان عضو اللجنة الشعبية في مخيم نور شمس لوطن للأنباء، أن الاحتلال عزل المخيم عن العالم، ودمر كل إمدادات الخدمات والبنية التحتية من مياه وكهرباء وشبكات هاتف وشوارع وأبنية.

يروي الأهالي بشاعة جرائم جنود الاحتلال، التي لم يروا مثلها من قبل سوى في غزة. فجدران المنازل أكبر شاهد على عمليات القتل والإعدام الميداني.. شباب مدنيون عُزل تم اعتقالهم من منازلهم وإعدامهم مباشرة دون حتى سؤالهم عن هوياتهم أو اسمائهم.

آمنة غنام والملقبة ب"خنساء طولكرم" جراء استشهاد 4 من أبنائها ووفاة خامسهم خلال الستة شهور الماضية، تقول ببحة كلها ألم لوطن للأنباء، "قلبي مجروح لا احد يعرف ما في قلبي بس بدي اصبر، لا احد يشعر بجرح الام والأب".

ويقول والد الشهيد رجائي السبع لوطن للأنباء، إن جنود الاحتلال اقتحموا المنزل وخطفوا ابني وبعد نصف دقيقة سمعت صوت اطلاق نار وصرخة لابني يقول "آه" ، ثم أطلقوا طلقتي رصاص وبعدها لم اسمع شي من كثافة إطلاق النار.

وتضيف والدة الشهيد رجائي في حديثها لوطن للأنباء، إن ما جرى مع نجلها هو عملية اغتيال بشعة، لقد يتموا أبنائه الأربعة.

لقد أضاف الاحتلال إلى قائمة شهداء المخيم الطويلة 14 شهيدا، لهم حكايات وقصص وأحلام بعثرتها قذائف جندي جبان، وداستها جنازير الجرافات بهدف زرع الخوف وقتل العزيمة في الأجيال اللاحقة.

قابلنا الطفلين احمد وصهيب في مخيم نور شمس، واللذين أكدا أنهما سيبقيان صامدان رغم عمليات القتل والتدمير والخوف الذي يحاول الاحتلال زرعه في نفوس أطفال المخيم.

أعاد الاحتلال رسم صورة النكبة من جديدة لأبناء المخيم، وأعاد ذاكرتهم لـ75 عاما للوراء.. أعاد ذاكرتهم للمجارز التي ارتكبتها العصابات الصهيونية في قراهم التي هُجر أجدادهم منها، لكن رغم ذلك يؤكدون أنهم متمسكين بحقهم في العودة والحياة الكريمة.

تقول اللاجئة في مخيم نور شمس ختام جابر لوطن للأنباء، إن الاحتلال يريد ترحيلنا، لكن إلى أين نذهب؟!، وتضيف: طلّعونا من بلادنا وابي مات وهو يبكي على بلدته كنير، نحن اليوم سنبقى في المخيم وسنموت في ارضنا ولن نخرج منها.

ويؤكد اللاجئ في المخيم شفيق جابر على ما تقوله ختام، بأنه سيبقى ثابت وصامد في المخيم مهما فعلوا. ويقول لوطن للأنباء: لو جابوا جرافة الجنزير وهدموا المنزل فوقي لن اخرج منه.. هجر آباؤنا قبلنا من قراهم وجاءوا للمخيمات وذاقوا الذل لفترة طويلة.

كما يؤكد الشاب فهد خضر في حديثه لوطن للأنباء، "نحن صامدون.. المخيم والشعب الفلسطيني دائما يقدم الدماء من أجل قضيته، فكل بيت في المخيمات يحتوي على اسير او شهيد او جريح".

لم يعد فرق بين الضفة وغزة، وسواء وجدت مقاومة أم لم توجد، يصرّ الاحتلال على إبادة وتهجير شعب كامل عبر المجازر والدمار وإعدام سُبل الحياة.