
كتبت الطالبة: نتلي ابو عياش
وسط هذا البحر الغامض من التساؤلات، يرتقي صوت الحقيقة الصامتة، ويتجلى في سؤالٍ واحد يحمل وزن الوجود والإنسانية: "أي علمٍ يستطيع مساعدة طفلًا فقد عائلته بأكملها، و خرج كناجٍ وحيدًا من تحت أنقاض الدمار؟ ليس هذا السائل مجرد راكبٍ لموجة الشكوك، بل هو محقٌ بصراحته، يستنطق عمق الإنسانية وحقيقتها. لكن في المقابل سمعت مختصاً نفسياً يرفع راية الارشاد و التوجيه. قائلاً: "انصح الناس الذين يعيشون خارج غزة بتخصيص وقتٍ محددٍ لمشاهدة الأخبار مما أثار تساؤلات السائل بحرارة: لماذا نخصص نحن وقتًا محددًا، بينما يعيشون هم الحرب بشكلٍ متواصل؟ هل هذا طلبٌ منطقي؟. تلك ليست مجرد تساؤلاتٍ عابرة، بل هي نوافذٌ تُفتح على جيلٍ يشهد الحرب وآخر يشاهدها. عالم يقف على حافة الظلام، يسمو بجرأةٍ نحو ضوء العلم والفهم. وفي مواجهة هذا الواقع المعقد، يتجلى وقعٌ نفسيٌ مدروس، ينسجه الإسرائيليون بخبرةٍ وحكمة، ويُعبِّرون من خلاله عن تفانيهم في فهم ومساعدة الآخرين
يبقى السؤال محيراً يتحدى الفكر و يستدرج المنطق و التساؤلات. هل هناك حقاً عِلماً قادراً على تحمل فقدان الأسرة بأكملها و الخروج وحدك حياً من بين كل هذا الدمار؟ لعل الإجابة تكمن في عمق الإنسانية نفسها.
تتساءل الفنانة الفلسطينية دلال أبو امنة وهي ايضا دكتورة باحثة في علوم الدماغ والأعصاب في اغنية لها بعنوان "عنقود" قائلة:
" كم مرة فينا نموت و نتهجر من البيوت؟
وما حدش سامع صوت الحلم ال ما له حدود"
حقاً كم مرة من المرات عليه الشعب الفلسطيني بأن يموت و يُسحقَ حياً؟ أو حتى يُهدم بيته وكل ما يملكه فوق رأسه دون تحريك ساكناً؟ ألهذا الحد وصل العجز في الامة العربية والامة الاسلامية! أين أنتم من كل هذا الإجرام؟! لا إجابات، فقط الصمت هو سيد الموقف هذا.
ليشهد العالمَ أجمع بأن غزة هاشم تُركت وحدها، وحدها.