الناتو العربي في غزة.. تحديات ومشاكل

18/04/2024

 

كتب: معتز خليل

من التسريبات السياسية الدولية التي صدرت خلال الساعات الماضية والتي تناولت مستقبل الوضع في غزة، الحديث عن تشكيل قوات دولية في غزة ،وهي القوات التي ستمثل حلفا إقليميا على غرار حلف الناتو .

وتشير تقديرات الموقف الدولية إلي أن هذه القوات ستتسم ببعض من السمات الخاصة وهي :

1- إنها ستكون أكثر فاعلية من تعاطي وعمل قوات اليونيفيل في لبنان أو القوات الدولية في سيناء (سيكون لعناصرها القدرة الفاعلة على التعاطي مع الأزمات الأمنية والحياتية اليومية)

2- سيكون لعناصر هذه القوات القدرة على ضبط الأمن بما في ذلك القيام بعمليات إلقاء القبض على العناصر "الخارجة على القانون" وتنظيم الشؤون الحياتية للمواطن في غزة.

3- ستكون مدة تواجد هذه القوات في القطاع نحو 5 سنوات ، وستكون هذه الفترة هي فترة تجربة لرؤية تداعيات تطبيق هذه الفكرة على أرض الواقع.

4-  بعد الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية في الأمم المتحدة سيتم انتقال عناصر هذه القوات إلى مدن الضفة الغربية ، ولكن بشرط نجاحها في فرض الأمن وتسيير الأمور الحياتية في الضفة الغربية.

5- ستحل هذه القوات محل القوات الإسرائيلية في مناطق الضفة وتحاول السيطرة على الوضع الأمني في المخيمات.

وسيكون الهدف السامي لهذه القوات العمل على فصل إدارة غزة وربما الضفة الغربية من قبضة الفلسطينيين من أجل بناء بنية تحتية طبيعية لدولة منزوعة السلاح .

6- بعض من الدول العربية ستشارك في عمل هذه القوات ، وهو ما يزيد من حساسية الموقف برمته ، وسيكون له انعكاسات على سلامه هذه القوات ، والعلاقات الثنائية بين السلطة الفلسطينية وهذه الدول بالمستقبل .

غير أن هناك الكثير من المشاكل التي تعترض هذه الفكرة ، ومنها عدم الرضا المصري عنها ، حيث لا تلق فكرة وجود قوات على شاكلة الناتو رضا القاهرة ، والتي تتحفظ عليها لعدة أسباب جيوسياسية وأمنية.

فضلا عن عدم رضا بعض من القيادات الأمنية الفلسطينية عليها ، خاصة مع نية الدول الغربية نقل عمل هذه القوات إلى الضفة الغربية ومحاولة السيطرة الأمنية على الوضع هناك.

ولعل هذا ما يفسر الخطوة الاستباقية التي اتخذتها بعض من القيادات الأمنية الفلسطينية بمحاولة تنشيط عمل بعض من عناصرها الأمنية في غزة ، والتي تعمل رسميا وفق لجهاز المخابرات الفلسطيني الوطني ، في محاولة لتحقيق هدفين:

أ‌- خدمة المواطنين الفلسطينيين ممن يعانون من هول الدمار الاستراتيجي الناجم عن العدوان الإسرائيلي المستمر منذ ستة أشهر .

ب‌-   إعادة وضع القوات الأمنية الفلسطينية من جديد في غزة ، بصورة تخدم أبناء الشعب في النهاية.

تشجعت السلطة في البداية على المضي قدما بها ، إلا أن أطلاق النيران على بعض من عناصرها دفع بالقائمين على الوضع للتريث قليلا .

فطنت السلطة والأجهزة الأمنية لتداعيات هذه الخطة ، والتي يمكن أن تتسبب في أزمات سلبية على المدى البعيد للبنية العسكرية والتواجد الأمني الفلسطيني في غزة.

وجود القوة الدولية سيمثل رسالة للعالم من أن الفلسطيني لا يعرف إدارة شؤون بلاده وأرضه ، وهذه رسالة في منتهى الدقة ، وقد فطنت الكثير من الأقلام والعقول والقيادات الأمنية الفلسطينية لها ، وهو ما دفعها للتصدي لهذه الفكرة رغم الإمكانيات البسيطة المتوفرة للسلطة ، ولكنها كافحت وتحاول التصدي لهذه الفكرة.

  اعتراض عناصر حركة حماس بشدة على وجود هذه القوة ، ووصل الأمر إلى مزاعم قالت أن رئيس الحركة في غزة يحيى السنوار يرفض تماما هذه الفكرة التي تعني وببساطة أنهاء حكم حماس بلا رجعة في غزة .

مصادر أمنية في بريطانيا تزعم أن الرئيس الإسرائيلي ناقش هذه الفكرة صباح اليوم مع وزير الخارجية البريطاني دافيد كاميرون ووزيرة الخارجية الألمانية ممن يزورون إسرائيل الآن دعما لها في مواجهة إيران ، وهو ما يزيد من دقة هذه الخطوة.

عموما يجب القول أن السلطة والأجهزة المعنية وحتى الكثير من القيادات الوطنية المستقلة تحاول وتعمل جديا للتصدي لهذه الفكرة وجعل غزة محكومة فلسطينيا ، غير أن محاولات الدول الغربية بل وبعض من الدول العربية تزيد من خطورة وحساسية هذا التحدي.