بعد الرد الإيراني "الأولي" على قصف القنصلية.. هل تتدحج كرة اللهب نحو حرب إقليمية؟

13/04/2024

وطن للأنباء: يتخبط رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو يميناً ويساراً في محاولة لجر المنطقة إلى حرب إقليمية، من أجل تجنب محاكمته بتهم الفساد التي يواجهها، والإخفاقات يوم السابع من أكتوبر الماضي على المستوى الأمني والسياسي والعسكري.

وضربت دولة الاحتلال القنصلية الإيرانية المتواجدة على الأراضي السورية، ما أسفر عن استشهاد القائد الكبير في الحرس الثوري الإيراني محمد لرضا زاهدي، وها هي ترد ايران اليوم، بتنفيذ عملية إنزال عسكري وتسيطر على سفينة مملوكة لرجل أعمال إسرائيلي بالقرب من مضيق هرمز، وأمام ذلك هل تكتفي إيران بهذه العملية، وما هي سيناريوهات الرد الاسرائيلي؟

يقول المحلل السياسي أشرف عكة لـوطن للأنباء: "هذا هو الرد الإيراني الأولي، وليس الرد الحقيقي والاستراتيجي الكبير المُتوقع، وربما تكون هذه مقدمة لطبيعة الرد القادم، لأن إيران في الوقت الحالي هي حبيسة ما بين الرد، وعدم توسيع الحرب إلى إقليمية شاملة" .

وتابع: أمريكا تحاول إقناع "إسرائيل" باحتواء رد إيران القادم، مُردفاً: "إذا ما أقدمت "إسرائيل" أو أمريكا على اتخاذ رد فعل إضافي، فنحن مقبلون على حرب إقليمية" .

وبحسب المراقبين فإن أمريكا التي أغرقت نفسها في وحل الدعم غير المشروط لدولة الاحتلال وسط غضب شعبي تجاهها، فإنها غير معنية بفتح جبهات حرب جديدة في المنطقة وتريد إطفاء الحرائق المشتعلة قبل موعد الانتخابات الأمريكية الداخلية، كي لا يتأثر الحزب الديمقراطي أكثر. 

"حاولت الولايات المتحدة الأمريكية أيضاً إقناع إيران عبر الدول الوسيطة بألا ترد بقصف "تل أبيب" الكبرى، وربما تساعد أمريكا في صد الصواريخ والمسيرات الإيرانية التي قد تنطلق نحو "إسرائيل"، وتخفيف وقع الضربة"، كما بين عكة.

وشدد على أن الفعل الصحيح الذي يجب أن تتبعه أمريكا هو إجبار الاحتلال على تحمل ردة الفعل الإيرانية، كون "إسرائيل" هي المعتدية، بخاصة أنها ليست المرة الأولى التي تعتدي فيها على قيادات وجنرالات إيرانيين في سوريا.

وتابع: "نتنياهو واليمين المتطرف يسعيان إلى جر المنطقة نحو حرب مُدمرة وشاملة، وبالطبع يستغلان هذه المواجهة من أجل نشر الرواية المعتادة في تعرض "إسرائيل" "لهجوم إرهابي غاشم" من أجل تجييش الرأي العام إلى صفها" .

يذكر أن الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا عرقلت بيانا صاغته روسيا في مجلس الأمن الدولي كان من شأنه إدانة الهجوم على القنصلية الإيرانية في سوريا، الذي أدى الى استشهاد 13 شخصا، بينهم اثنان من الضباط الإيرانيين البارزين و5 مستشارين عسكريين في الحرس الثوري.