رام الله - وطن للأنباء: قدم رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، رؤيته السياسية لما بعد الحرب في غزة، إلى مجلس الوزراء الأمني، وتتضمن مراحل ثلاثة؛ قصيرة، ومتوسطة، وطويلة المدى.
وبحسب الوثيقة المقدمة، سيقوم الاحتلال في المرحلتين القصيرة والمتوسطة بإغلاق الجنوب على الحدود بين مصر وغزة، وسيحافظ الاحتلال على حرية العمل العسكري في المنطقة إلى أجل غير مسمى، كما تتضمن الرؤية تصفية وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا"، وتسليم القطاع لحكومة بخبرات محلية لا تتبع أي دولة أو تنظيم أو فصيل مقاوم، ولا تتلقى منها أي أموال.
وفي هذا السياق قال د رائد نعيرات استاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح الوطنية إنه لا يوجد أي رؤية اسرائيلية تتعلق باليوم التالي بالحرب على غزة، لأن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو يرفض الحديث عن اليوم التالي لأنه يعرف أن ذلك بالنسبة له قصة كبيرة جداً سواء على مستوى غزة أو الضفة الغربية، وان كان نتنياهو يحاول تحويل بعض الرؤى إلى واقع كأن يعتمد على بعض الجهات المحلية بإدارة الشأن في قطاع غزة، وهذا مرتبط بما يمكن أن ينجزه بهذه الحرب.
وتابع نعيرات " ان المعطيات الموجودة حتى الآن تشير أن الاحتلال لم يحقق أهدافه بقطاع غزة، فلم يسيطر على غزة ولم يقضي على حماس، بل إن جيش الاحتلال لا يزال يتلقى ضربات من المقاومة".
واعتبر نعيرات أن الحديث عن هذه الرؤى يأتي في إطار الحرب النفسية أو جزء من الأحلام الاسرائيلية البعيدة لا أكثر.
وحول الهجمة التي يشنها الاحتلال ضد الأونروا أشار نعيرات في حديث لموجة "غزة الصامدة..غزة الأمل" التي تبث عبر شبكة وطن الإعلامية أن نتنياهو يسعى لإنهاء القضية الفلسطينية ببعدها الدولي حتى قبل الحرب على غزة، وقد استغل الحرب لتحقيق ذلك، لأن إلغاء الأونروا يعني إلغاء اهم معاقل القضية الفلسطينية .
وتابع نعيرات "ان هجوم الاحتلال على الأونروا هو محاولة للضغط على المقاومة حيث أن الأونروا تقدم الخدمات الإغاثية للمواطنين وهذان السببان الرئيسيان في الهجمة التي يشنها الاحتلال على الأونروا".
وفيما يتعلق بالوثيقة التي أعلن نتنياهو عنها، بما تضمنته من تصورات رأى نعيرات أن الاحتلال يعتقد أنه حقق أهدافه من الحرب على قطاع غزة وبدأ يخطط لما بعد الحرب وهذا غير واقعي وغير منطقي.
وتابع "في حال حقق الاحتلال أهدافه في قطاع غزة فإن الاحتلال سيحكم هيمنته على الدول العربية التي طبعت معه وستضر بقدر الفلسطينيين وستدفع الفاتورة المستحقة عليها في نهاية المطاف".
وحول استئناف مفاوضات التبادل في باريس، قال نعيرات أن المؤشرات تشير أن مباحثات القاهرة وباريس ستتمخض عن صفقة تبادل وشيكة، وتوقع أن تُطبق المرحلة الأولى منها خلال شهر رمضان، على الرغم من الاختلاف على العديد من النقاط ما بين المقاومة والاحتلال.