رام الله - وطن للأنباء: شن جيش الاحتلال فجر اليوم الاثنين عدوانا واسعا على مدينة رفح استشهد خلاله اكثر من 100 مواطن، فيما اعتبره البعض مقدما لعدوان أوسع يتحضر جيش الاحتلال تنفيذه في المدينة التي تعد اخر مأوى للنازحين.
وقال المختص بالشأن الاسرائيلي سليمان بشارات، إن الاحتلال سوف ينفذ العملية البرية في رفح رغم الارتدادات والتداعيات التي قد تترتب عليها.
وأكد بشارات خلال حديثه لموجة "غزة الصامدة.. غزة الأمل" عبر شبكة وطن، على وجود توافق واضح بين الاحتلال والإدارة الأمريكية على أهداف العدوان على رفح ومسعاه، خلافا لبعض التصريحات التي صدرت في الأيام القليلة الماضية والتي تظهر وكأن الولايات المتحدة قد تمنع استمرارية هذه الحرب.
وشدد على ان الادارة الامريكية مستمرة في توفير الغطاء العسكري لجيش الاحتلال في حربه على غزة، معتبرا التغير الظاهري في المواقف الامريكية بانه محاولة للانسحاب من المواجهة الدولية فالولايات المتحدة لا تريد أن تضع نفسها أمام الحرج الدولي في توفير الغطاء العلني لتقول لتل أبيب "افعلِ ما شأتِ وأنا اغط الطرف عنك".
وحول العملية العسكرية في رفح، بين بشارات أن هجمات الاحتلال لم تتوقف على رفح وهي لم تكن بمنأى عن الاستهداف إلا أن الاحتلال يريد الان أن يعزز ذلك باجتياح عسكري بري، ليكون بذلك قد نفذ عملية عسكرية برية لكامل قطاع غزة من الشمال الى الجنوب حيث يعد ذلك أحد أهداف الاحتلال العسكرية الذي يسعى لتحقيق النصر الحاسم الذي يروج له نتنياهو بغض النظر عن تفاصيل ذلك النصر، اذ يعتبر الوصول الى كل شبر في غزة نصر وبذلك يروج للمجتمع الداخلي والعالم بأنه نفذ عمليتهم التي يرغبون بها لترميم صورتهم عقب ضربة 7 اكتوبر.
وأضاف، ان نتنياهو في كل مرحلة من مراحل حرب الإبادة في غزة يتحدث عن أهداف متغيرة نظرا لعدم مقدرته على تحقيق أي من أهدافه الرئيسية بعد أكثر من 4 شهور وحتى يستطيع تقديم هذه الاهداف على أنها إنجاز لحماية مستقبله السياسي في ظل الفشل الذي يواجهه سواء في 7 أكتوبر أو في هذه الحرب.
وتطرق بشارات الى أن نتنياهو وحكومته يحاولون تخفيف الضغط الداخلي من خلال مسارين أولهما الهدنة ومباحثات إطلاق سراح الاسرى بعملية تبادل مع الاستمرار في العملية العسكرية وكأنهم يريدون استثمار الوقت لاستخدام المسارين معا وهي تعد أحد تكتيكات اليمين المتطرف.
وأكد بشارات أن جميع المؤشرات تدلل على أن الاحتلال ماض في هذه الحرب رغم التحذيرات الدولية.
وذكر أن الادارة الامريكية تصعد من مواقفها في خطاباتها الإعلامية لأهداف داخلية من جهة، وكذريعة للحد من انتقادها من دول العالم من جهة أخرى، في محاولة لإظهار نوع من الاتزان في المواقف الا أنها تعمل على الحفاظ على البعد المستقبلي الاستراتيجي لدولة الاحتلال في الشرق الاوسط الامر الذي لا يتم الا باستمرار هذه الحرب وهي تحاول إرشاد الاحتلال لبعض الخطوات للتخفيف من ردات الفعل الدولية لكنها لا تجبره على خطوات جادة.
وفيما يتعلق برواية الاحتلال حول استعادة أسيرين اسرائيليين من غزة، أوضح أن هذه الرواية لم تؤكدها أو تدحضها المقاومة الا أن نتنياهو سيستثمرها كإنجاز وتبرير لاستمرار الحرب البرية باعتبارها نقطة بداية لاستعادة باقي الأسرى في العملية البرية في رفح، الا أنه واقعيا لا يعتبر انجازا بعد هذه المدة الطويلة من الحرب.