وطن للأنباء: قال الكاتب والباحث في الشأن الاسرائيلي أمير مخول، إن هناك اجماعا بين الخبراء الاقتصاديين ومعاهد الابحاث بان الحرب التي تشنها دولة الاحتلال على غزة أكثر حرب مكلفة في تاريخ الاحتلال، من حيث حجمها وحجم ترسانتها العسكرية الى جانب مدتها الزمنية الطويلة اذ لم تخض اسرائيل حروبا طويلة ودوما كانت تتباهى بالحروب القصيرة التي هي في صلب عقيدتها القتالية.
وأشار مخول في حديثه لموجة "غزة الصامدة.. غزة الأمل" عبر شبكة وطن الإعلامية الى أن شللا أصاب الاقتصادي الإسرائيلي بشكل كبير، لان نحو 360 ألف جندي احتياط يشكلون عصب الاقتصاد الاسرائيلي ويشّغلون المرافق الاقتصادية "الهايتك" والشركات والمرافق العامة تجندوا في الحرب، وكذلك النزوح الداخلي المتواصل والمستمر منذ فترة طويلة، فضلا عن قضية الاسرى والرهائن وتكلفة الثمن والخسائر الحربية.
وذكر أن الاقتصاد الإسرائيلي يئن نظرا لتراجع القدرة الشرائية وتراجع الاستهلاك، متوقعا ان تتراوح تكلفة الحرب إذا ما بقيت على غزة وحدها ما بين 150-240 مليار شيكل أي بما يعادل 70 مليار دولار الأمر الذي سيسبب عبء اقتصادي كبير جدا لم تكن دولة الاحتلال مستعدة له، وسيتراجع النمو الاقتصادي ما سينعكس على تقليص الميزانيات.
وأوضح أن الازمة في دولة الاحتلال شاملة، فحكومة الحرب بعد تشكلها تعهدت بتحقيق اهداف لا تملك القدرة على تحقيقها كموضوع التهجير الذي لقي رفض فلسطيني وعربي (خاصة مصر والأردن)، وأهداف الحرب التي لا يمكنها تحقيقها وفق التقديرات الامريكية رغم ان إدارة بايدن أعطت غطاء كامل للحرب لإسرائيل وكانت مسؤولة وشريكة بها بشكل مباشر.
ولفت محول أن الخيارات الاساسية التي تطرح سياسيا هي اقالة نتنياهو او تنحيته واقامة حكومة جديدة لكن هذه لن توقف الحرب بل ستستمر بالحرب لعدم وجود أي حل سياسي أو مخرج من المأزق الذي أدخلت إسرائيل نفسها به.
ولفت الى أنه بالرغم من الثمن الباهظ الذي يدفعه الشعب الفلسطيني الا أن ورطة دولة الاحتلال كبيرة جدا وستكون أعمق بكثير بعد نهاية الحرب سياسيا وأمنيا واقتصاديا واجتماعيا ومعنويا.
وتوقع مخول تعمق حالة الغضب في "المجتمع الإسرائيلي" في ظل غياب الإجماع والوحدة القومية اليهودية.
ورأى ان نتنياهو سيمنع أي إمكانية لاستغلال الوضع الجديد لإقامة الدولة الفلسطينية وسيعمل على إشعال الضفة الغربية والسعي لحركة تهجير ايضا للضفة الغربية ونزوح سكاني وفرضها على السكان.
ولفت الى أن حكومة الاحتلال قد تضطر لإنجاز هدنة " انسانية" مقابل صفقة جزئية رغم عدم الاتفاق بشأنها، مبينا أنه في حال أنجزت الصفقة أم لم تنجز سوف تتعمق الخلافات الإسرائيلية حيث الارضية الخصبة لاشتداد الصراع الداخلي.
وذكر ان الاحتلال في كل معاركه يستهدف كل الشعب الفلسطيني في غزة والضفة والقدس والداخل المحتل بشكل مدروس ومخطط بعد هبة الكرامة، لافتا الى حملة الملاحقة التي يشنها الاحتلال على النشطاء ومن يكتب على صفحات التواصل الاجتماعي، واعتقال كل من كتب ضد الاحتلال خاصة أن الجهاز القضائي أصبح مطواعا في أيدي شرطة الاحتلال والشاباك.
وأضاف أن خطورة الوضع الحالي على اهالي الداخل المحتل أنه لن يكون طارئا وإنما سيكون ثابتا.