[video]https://www.youtube.com/watch?v=wfVyQyikogg[/video]
وطن للأنباء- غزة: في إحدى مدارس الإيواء "مدرسة الكرمل" وسط قطاع غزة، تبني الطفلة "نور" ابنة العشرة أعوام، بحجارة صغيرة، بيتها الذي لطالما تمنت أن تعيش فيه مع عائلتها، تحاول أن ترسم صورة جميلة لحياة آمنة حلمت بها، على خلاف الواقع الذي تعيش فيه، فقد نزحت مع عائلتها إلى إحدى مدارس الإيواء في غزة، بعد ان قصف الاحتلال منطقة سكنها شمال القطاع.
وليس ببعيد عن نور، تلعب مجموعة من الأطفال النازحين، لعبة الكراسي، وقد قرروا أن يضعوا قاعدة جديدة لهذه اللعبة، بحيث يخسر الجميع بالمسابقة، بمجرد أن شخصا فيهم لم يجد مكانا يجلس عليه، فيسارعوا لاحتضان بعضهم البعض في كل مرة، كل طفل من عائلة، ليضمدوا جرح غزة الأم الجريحة بلم شملهم، وشعورهم الجماعي بأنهم أشقاء، وشركاء في مصائب غزة وحصارها وحروبها على مر السنوات الماضية، تماما كما هم شركاء في هذا المصاب الجلل.
رغم ذلك، إلا أن دموع الجدة أم مازن ديب لا تزال تذرف منذ أن وصلت نازحة إلى هنا، جسدها في المكان، وقلبها عند أولادها الذين لا تعرف عنهم أي شيء، منذ بدء الحرب، ورغم أن الحال الذي كانت تعيشه غزة قبل القصف لم يكن طبيعيا بالمطلق على مدار السنوات الماضية، إلا أن الجدة تقول: "تشردنا من بيوتنا التي كنا نعيش فيها بأمان وسلام، وكويسين ويا محلانا، تشردنا احنا وأولادنا وبناتنا وكل العيلة."
تذرف المزيد من الدموع، والقلب يغصّ بالآهات، وتتابع: الدمار والقصف من وين ما كان اجانا، اتحيرنا وين نروح تشتتنا، ولادي مش عارفة وين أراضيهم فش اتصال هان نتصل عليهم، لا عارفين كيف وضعهم ولا كيف عايشين."
يأنّ قلب أم مازن، ثم تتذكر أنها هي الأخرى ليست بخير، تقول: نحن أيضا هنا تحت القصف والضرب والدمار، خايفين ومش عارفين وين نروح، ربنا يتلطف فينا."
وعن الظروف الصعبة التي تعيشها العائلات النازحة، توضح أم مازن: لا أكل ولا شرب ولا مي ولا حاجة، طلعنا بأواعينا ما معنا فرشة."
من ناحيتها تحدثت المواطنة ام خميس دبابيش لوطن للأنباء عن حالة الرعب التي عاشتها مع عائلتها أثناء النزوح، تقول: "كنا في بيتنا عندما تم استهدافه بصاروخ، الأطفال صرخوا فزعين، وقمنا بالإخلاء فورا إلى الجنوب، ونحن في الطريق تم قصف سيارتين كانتا تسيران أمامنا، رجعنا على بيوتنا، قصفوا بيتنا، وقصفوا دار حجار ودار نجار، أولادنا صاروا يصرخوا وخافوا، وطلعنا على المدرسة، كل دقيقة قصف وين ما تروح ما في أمان، طول الليل قصف".
مدرسة الكرمل التي من المفترض في الوضع الطبيعي أن تضم الآن طلبة على مقاعد الدراسة، أصبحت مأوى لمئات وربما آلاف النازحين من مختلف مناطق غزة، على اعتبار أنها من الأماكن الآمنة في ظل القصف المتواصل منذ 20 يوما.
يشار إلى أن إجمالي عدد شهداء حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال على قطاع غزة تجاوز 6734 شهيدا، فضلا عن 103 شهداء في الضفة الغربية استشهدوا منذ السابع من اكتوبر الجاري.