وطن للأنباء: قال اخصائي أعصاب الاطفال والتشنجات في مستشفى hclinic التخصصي الدكتور احمد ابو شمعة، بأن التشنجات العصبية قد تظهر عند الانسان من عمر يوم، وقد تأتي قبل ذلك وتصيب الجنين وهو داخل الرحم.
ولفت الدكتور أبو شمعة خلال حديث لبرنامج "شد حيلك يا وطن" الذي تقدمه الزميلة ريم العمري الى ان الصَرع عند الاطفال هو عبارة عن عدة امراض تظهر على شكل تشنجات، وانه يمكن تشخيص الطفل المريض على انه يعاني من الصرع والتشنجات العصبية في حال تعرض لنوبتي تشنج في 24 ساعة حسب تعريف المنظمة العالمية ضد الصرع.
وأشار الى ان هناك علامات أخرى تدل على نوبات الصرع، اضافة الى ما يعرفه الناس فيما يتعلق قلب العيون وخروج لعاب من الفم، وهز جسد المريض، هي نوبات غياب عن الوعي للطفل لمدة 10 ثواني، وانفصاله عن الواقع، رغم انه يفتح عينيه بشكل طبيعي، او وقوع الطفل على الارض بدون اي علامات أخرى، وقد يهتز عضو من جسد الطفل المريض، وذلك حسب انواع التشنجات التي تصيبه.
وبين ان التشنجات الحرارية للطفل تحدث عادة ما بين عمر 6 شهور و 6 سنوات، وهي عادة تترافق مع ارتفاع حرارة الجسم حتى ان لم تصل الى درجة 40، واحيانا تصيب بعض الأطفال اثر اصابتهم بالرشح وفي مثل هذه الحالة يجب علاج المسبب وهو الرشح، وهذا النوع من التشنجات مختلف، وعادة ما تشفى تلقائيا بعد زوال السبب. وفي حال كان الطفل اقل من 6 شهور وعانى من ارتفاع الحرارة فانه يتم فحصه غالبا للتأكد من خلوه من التهاب سحايا.
وأوضح أن تشخيص المريض بالصرع او التشنجات يتم حسب العمر، فالأطفال بعمر يوم عادة ما يكون السبب هو نقص اوكسجين، ومع تقدم العمر يزداد التنوع في الأسباب التي تشمل اسبابا وراثية والالتهابات والأمراض المعدية وعوامل المناعية والتشوهات في الدماغ، وهذه الأسباب يمكن أن تكون جديدة دون أن تكون متوارثة عبر الأجيال.
وشدد الدكتور أبو شمعة، على أهمية التشخيص الصحيح لحالات التشنجات والنوبات، وأهمية تعاون الأهل في توفير المعلومات الضرورية للتشخيص، وتوثيق النوبات بواسطة تصوير الطفل بمقطع فيديو بعد ضمان أن يكون المريض آمنا وذلك للمساعدة في التشخيص الدقيق، مبينا دور التخطيط الدماغي في تحديد نوع وسبب التشنجات، وان يتم إجراء هذا الاختبار بواسطة أخصائي تخطيط دماغ متخصص لتحديد التشخيص الصحيح.
وأضاف أن مرحلة العلاج تبدأ بالادوية بعد تشخيص الاصابة، وتختلف حسب نوع التشنجات واستجابة المريض للدواء، ويجب ان يتم اختيار الدواء بعناية واكمال العلاج يعتمد على استمرار تحسن الحالة، أما في حالة عدم استجابة المريض للأدوية، فيمكن أن تدرس إمكانية الجراحة بعد التقييم في وحدة متخصصة، وفي حالات معينة يمكن زرع بطارية في الدماغ لتوقيف التشنجات.
وأشار الدكتور احمد ابو شمعة إلى ضرورة توفير مرافق طبية متقدمة مثل أجهزة الرنين المغناطيسي ووحدات التخطيط المطول الذي تعد من الأدوات الحديثة التي تسهم في تقديم التشخيص الصحيح للأطفال المصابين بتشنجات.
واكد أبو شمعة على ضرورة عدم محاولة إيقاف التشنج بالقوة، مفضلا الانتظار حتى ينتهي بنفسه، وفي حال استمر التشنج لأكثر من خمس دقائق، يُفضل إعطاء الدواء الخاص بحذر ووفق الإرشادات الطبية، مشددا على ضرورة توفير العلاجات اللازمة وتطوير الرعاية الصحية في هذا المجال، مع توجيه دعم إضافي للأهل لفهم كيفية التصرف في حالة نوبات الصرع لتجنب المضاعفات.