وطن للأنباء- السفير : فجأة ترجل الشاب من سيارته في الضاحية، مهرولاً بسرعة.
السيارة مركونة في وسط الطريق، عند الشارع الرئيس لـ"تحويطة الغدير"، وخلال دقائق قليلة، بدأ الشبان والنسوة يشيرون بأصابعهم نحو السيارة المشبوهة، مرددين بصوت عالٍ: "لقد ركنها وهرب! إنها مفخخة!".
ابتعد سكان الحيّ عن السيارة، واتصلوا بالجهات الحزبية "المعنية"، وجذب الخبر جمهوراً فضولياً، اعتمد أسلوب التفرّج الحذر، لكن ما إن عاد سائق السيارة حتى ساد هرج ومرج: كان يركض حاملاً بإحدى يديه قارورة بلاستيكية شفافة، يظهر منها الوقود، فظن بعضهم أن الشاب لم ينجح في التفجير عن بُعد، ولذلك عاد ليحرقها بالبنزين وينتحر.
وبينما تفرّقت الحشود المتجمهرة، كان الشاب يملأ سيارته بالوقود، بهدوء، واستقل السيارة وغادر، لكن وقائع القصة، على الرغم من التباين في سرد تفاصيلها، أصبحت ذات صيت واسع في المنطقة، وتحوّل غالبية السكان إلى "شهود"، كل منهم يروي مشاهداته بطريقته.
ويكاد لا يمر يوم إلا ويحمل قصصاً جديدة، تخبر عن اشتباه بسيارة هنا، والقبض على انتحاري هناك، غير أن الاشتباه بالسيارات المفخخة لم يعد حكراً على أهالي الضاحية، إذ تتوالى يومياً الاتصالات بقوى الأمن الداخلي للتبليغ عن سيارات مشبوهة.
أمس، انتشر خبر يفيد بالاشتباه بسيارة مفخخة في شارع الحمرا، بالتزامن مع ورود خبر عاجل يقول إن "القوى الأمنية تعمل على تفكيك سيارة مفخخة في طريق المطار"، ثم لاحقاً تبين أن السيارتين خاليتان من أي متفجرات.
وفي حين تبدو أعداد التبليغات عن السيارات المشبوهة يومياً "ضئيلة"، استناداً إلى ما يُعلن عبر وسائل الإعلام المرئية، تظهر أرقاماً رسمية أن الخوف من السيارات "الغريبة" يسكن هاجس المواطنين في المناطق كلها، ولو بنسب متفاوتة.
يقول مصدر أمني مطّلع لـ"السفير"إن غرف عمليات قوى الأمن الداخلي تلقّت 5600 اتصال (بمعدّل 400 اتصال في اليوم)، من مواطنين يسكنون في بيروت، للتبليغ عن سيارات مشبوهة، خلال 14 يوماً امتدت منذ وقوع انفجار الرويس، حتى مرور أسبوع بعد انفجاري طرابلس.
وبينما اتصل 2800 مواطن من محافظة جبل لبنان للغاية ذاتها خلال الأيام الأربعة عشر، فقد ورد 3220 اتصالاً إلى غرف عمليات الجنوب (صيدا، النبطية وصور) في المدة الزمنية نفسها، ومن الشمال أبلغ 1380 مواطناً القوى الأمنية عن سيارات مشبوهة، خلال ستة أيام بعد وقوع الانفجارين، بينما ورد من البقاع ستمئة مكالمة هاتفية.
وتدلّ الأرقام الرسمية على وجود "حالة من الهلع"، وفق المصدر الأمني، ترافقها أيضاً "ذهنية واعية لا تتردد في التبليغ عن السيارات المشبوهة، وتثق بالقوى الأمنية"، مع ذلك، لم يتم العثور على سيارة واحدة مفخخة بعد الاشتباه فيها من جانب المواطنين، الذين يبدو واضحاً أنهم يتقاسمون هاجس الاستهداف، في شتى المناطق، كيفما كان توزعها الطائفي.
يوضح المعنيون في الأمن، أن القوى الأمنية لا تتجه فوراً إلى مكان السيارة المبلّغ عنها، بل ثمة معايير معتمدة، بموجبها يتم تحديد الخطوات المطلوبة: أولاً، يلجأ المعنيون في غرف العمليات الأمنية إلى الاطلاع على قيود السيارة المشتبه فيه، ثانياً، إذا تبين أن السيارة "قانونية"، يتم الاتصال بصاحبها فوراً، ثالثاً، إذا كانت مسروقة يجري إرسال رتيب تحقيق وخبير متفجرات إلى المكان.
وغالباً ما يتم تكسير زجاج السيارة أو القفل، للمباشرة بالمعاينة، بينما ينجو أصحاب بعض السيارات "الغريبة" من تهشيم الزجاج أو التكسير، مثلما حدث، أمس، مع السائق الذي ركنها عند طريق المطار.
الرجل لم يترك ورقة تحمل رقم هاتفه الخلوي، لكن المعنيين في "غرفة العمليات الأمنية" اتصلوا به بعد مراجعة قيود السيارة، وأخبروه بضرورة إزاحتها.
في تلك الأثناء، كانت "الأخبار العاجلة" تقول "القوى الأمنية تعمل على تفكيك سيارة مفخخة في طريق المطار".
السيارة مركونة في وسط الطريق، عند الشارع الرئيس لـ"تحويطة الغدير"، وخلال دقائق قليلة، بدأ الشبان والنسوة يشيرون بأصابعهم نحو السيارة المشبوهة، مرددين بصوت عالٍ: "لقد ركنها وهرب! إنها مفخخة!".
ابتعد سكان الحيّ عن السيارة، واتصلوا بالجهات الحزبية "المعنية"، وجذب الخبر جمهوراً فضولياً، اعتمد أسلوب التفرّج الحذر، لكن ما إن عاد سائق السيارة حتى ساد هرج ومرج: كان يركض حاملاً بإحدى يديه قارورة بلاستيكية شفافة، يظهر منها الوقود، فظن بعضهم أن الشاب لم ينجح في التفجير عن بُعد، ولذلك عاد ليحرقها بالبنزين وينتحر.
وبينما تفرّقت الحشود المتجمهرة، كان الشاب يملأ سيارته بالوقود، بهدوء، واستقل السيارة وغادر، لكن وقائع القصة، على الرغم من التباين في سرد تفاصيلها، أصبحت ذات صيت واسع في المنطقة، وتحوّل غالبية السكان إلى "شهود"، كل منهم يروي مشاهداته بطريقته.
ويكاد لا يمر يوم إلا ويحمل قصصاً جديدة، تخبر عن اشتباه بسيارة هنا، والقبض على انتحاري هناك، غير أن الاشتباه بالسيارات المفخخة لم يعد حكراً على أهالي الضاحية، إذ تتوالى يومياً الاتصالات بقوى الأمن الداخلي للتبليغ عن سيارات مشبوهة.
أمس، انتشر خبر يفيد بالاشتباه بسيارة مفخخة في شارع الحمرا، بالتزامن مع ورود خبر عاجل يقول إن "القوى الأمنية تعمل على تفكيك سيارة مفخخة في طريق المطار"، ثم لاحقاً تبين أن السيارتين خاليتان من أي متفجرات.
وفي حين تبدو أعداد التبليغات عن السيارات المشبوهة يومياً "ضئيلة"، استناداً إلى ما يُعلن عبر وسائل الإعلام المرئية، تظهر أرقاماً رسمية أن الخوف من السيارات "الغريبة" يسكن هاجس المواطنين في المناطق كلها، ولو بنسب متفاوتة.
يقول مصدر أمني مطّلع لـ"السفير"إن غرف عمليات قوى الأمن الداخلي تلقّت 5600 اتصال (بمعدّل 400 اتصال في اليوم)، من مواطنين يسكنون في بيروت، للتبليغ عن سيارات مشبوهة، خلال 14 يوماً امتدت منذ وقوع انفجار الرويس، حتى مرور أسبوع بعد انفجاري طرابلس.
وبينما اتصل 2800 مواطن من محافظة جبل لبنان للغاية ذاتها خلال الأيام الأربعة عشر، فقد ورد 3220 اتصالاً إلى غرف عمليات الجنوب (صيدا، النبطية وصور) في المدة الزمنية نفسها، ومن الشمال أبلغ 1380 مواطناً القوى الأمنية عن سيارات مشبوهة، خلال ستة أيام بعد وقوع الانفجارين، بينما ورد من البقاع ستمئة مكالمة هاتفية.
وتدلّ الأرقام الرسمية على وجود "حالة من الهلع"، وفق المصدر الأمني، ترافقها أيضاً "ذهنية واعية لا تتردد في التبليغ عن السيارات المشبوهة، وتثق بالقوى الأمنية"، مع ذلك، لم يتم العثور على سيارة واحدة مفخخة بعد الاشتباه فيها من جانب المواطنين، الذين يبدو واضحاً أنهم يتقاسمون هاجس الاستهداف، في شتى المناطق، كيفما كان توزعها الطائفي.
يوضح المعنيون في الأمن، أن القوى الأمنية لا تتجه فوراً إلى مكان السيارة المبلّغ عنها، بل ثمة معايير معتمدة، بموجبها يتم تحديد الخطوات المطلوبة: أولاً، يلجأ المعنيون في غرف العمليات الأمنية إلى الاطلاع على قيود السيارة المشتبه فيه، ثانياً، إذا تبين أن السيارة "قانونية"، يتم الاتصال بصاحبها فوراً، ثالثاً، إذا كانت مسروقة يجري إرسال رتيب تحقيق وخبير متفجرات إلى المكان.
وغالباً ما يتم تكسير زجاج السيارة أو القفل، للمباشرة بالمعاينة، بينما ينجو أصحاب بعض السيارات "الغريبة" من تهشيم الزجاج أو التكسير، مثلما حدث، أمس، مع السائق الذي ركنها عند طريق المطار.
الرجل لم يترك ورقة تحمل رقم هاتفه الخلوي، لكن المعنيين في "غرفة العمليات الأمنية" اتصلوا به بعد مراجعة قيود السيارة، وأخبروه بضرورة إزاحتها.
في تلك الأثناء، كانت "الأخبار العاجلة" تقول "القوى الأمنية تعمل على تفكيك سيارة مفخخة في طريق المطار".