خالد منصور يكتب..على شرف يوم الأرض الخالد زرعنا الاشجار أخطر مناطق الأغوار

31/03/2023


كانت الأجواء ربيعية يوم 29/3/2019 وكان المطر يتساقط خفيفا .. ولاحياء ذكرى يوم الأرض الخالد تجمعنا عشرات المتطوعين .. من لجان المقاومة الشعبية .. ومن أعضاء اتحاد جمعيات المزارعين .. ورفاق حزب الشعب الفلسطيني .. ومسئول ملف الاغوار في محافظة طوباس والاغوار .. وتوجهنا الى منطقة الحمة - قرب بلدة كردلا – بأقصى أغوارنا الشمالية .. ذهبنا هناك لنزرع اشتال الزيتون في الأرض المحاذية لبؤرة استيطانية - أقامها مستوطن حاقد - بدعم وحماية من جيش الاحتلال وجمعيات استيطانية صهيونية تعمل ليل نهار على تهويد الاغوار عبر انشاء سلسلة من المستوطنات الرعوية .. كنت يومها محتاطا للبلل .. واحضرت معي مظلة "شمسية" بالوان العلم الفلسطيني .. حمل كل واحد منا عدة اشتال وأدوات الحفر .. وبدأنا بالزراعة بحماس شديد وفرح .. ونغني للزيتون والتطوع .. وكنت اهتف ويردد خلفي المتطوعون (زرعنا الأرض بالزيتون .. واسقيناها من لعيون .. ما بنتنازل مهما يكون .. لاجل الوطن دمي يهون .. و .. احنا بنعشق هذي الأرض .. هيي الشرف هيي العرض .. حمايتها واجب فرض ) .. وواصلنا الزراعة في التلة .. وصعدنا الى اعلاها واقتربنا كثيرا من البؤرة الاستيطانية .. وفجأة خرج المستوطن "ذو الجدايل" من وكره .. وتقدم نحونا وكانه يتحدانا .. فوقفنا بوجهه وطلبنا منه الابتعاد .. لكنه اصر على اختراق صفوفنا .. وهو يحمل جهاز اتصال ( موبايل ) يستخدمه للتصوير وكذلك مسدسا على وسطه من الخلف .. فحاصرناه دون ان نضربه - فقد نصحنا احد الصحفيين بعدم المساس بالمستوطن لأنه ( أي المستوطن ) قد يكون يريد منا ضربه .. كي تكون ذريعة له لطلب وجود نقطة عسكرية دائمة لحمايته .. او انه أراد دفع  الجيش لمصادرة الأرض بحجة الاعتداء على مستوطن .. واتصل المستوطن بالجيش الذي حضر الى الموقع بقوة كبيرة .. واعتدى علينا وطالبنا بإخلاء المكان .. وبشكل همجي هاجم الجنود احد المتضامنين الدوليين .. وحاولوا اعتقاله .. ولاحقوه فسقط على الأرض .. فأحاطت به اربع مجندات اردن اعتقاله .. فتحدث معهن بالإنجليزية قائلا ان سقوطه تسبب بكسر في ظهره .. وهو يطلب سيارة اسعاف لتنقله الى المستشفى .. واثناء ذلك حصلت مشادة بين الجنود واحدى نسائنا المشاركات في الفعالية .. وحضرت الى المكان قوة إضافية من الشرطة الاسرائيلية .. وحاولت اعتقال تلك السيدة لكننا منعناهم من اعتقالها واستطعنا ابعادهم عنها ..


وهنا أقول للأسف ان تلك البؤرة التي استهدفناها بفعالياتنا ثلاث مرات .. قد توسعت بشكل كبير بدعم من جيش الاحتلال وجمعيات استيطانية .. ونهبت مئات من الدونمات .. وخلقت واقعا استيطانيا خطيرا على الأرض .. وانا اعتقد انه لو ومنذ أقيمت البؤرة ركزنا نشاطاتنا عليها .. كان يمكن ان نقتلعها .. فهي بدأت بمستوطن واحد تسبب وجوده بقلق كبير للجيش .

.................

خالد منصور- عضو المكتب السياسي في حزب الشعب الفلسطيني