تظاهرنا في شويكة عند الجدار فاطلق قناص علي النار

22/03/2023

من يوميات المقاومة الشعبية


كتب خالد منصور:

مسار الانتفاضة ليس خط مستقيم بل يسير كما هو موج البحر، يرتفع أحيانا ويهبط أحيانا اخرى، ولكنه يتواصل على شكل هبات جماهيرية، تدوم كل واحدة اسابع او اشهر، ثم تهدأ لتعاود عند أي حدث او جريمة جديدة لتشتعل من جديد، وهذا يدل على حيوية هذا الشعب، الذي رغم الاختلال الواضح في موازين القوى بينه وبين المحتل لا يستسلم ولا يتعايش مع الاحتلال، وهو يستمر بالمقاومة بمختلف الاشكال، ليقينه ان العلاقة الطبيعية مع المحتل هي علاقة صراع، وحتما فان توالي الهبات وتصاعدها سيوصل الى حالة الانتفاضة الشعبية العارمة، والنشطاء يعرفون ان مهمتهم الأساسية هي الإبقاء على روح المقاومة، وعلى ابقاء جذوة النضال مشتعلة، حتى ولو كانت تحت الرماد.

في العام 2015 كانت هناك هبة شعبية كان مركزها القدس .. بسبب جرائم المحتل ضد المقدسات وضد الوجود الفلسطيني فيها ..وكالعادة فان الجماهير الشعبية الفلسطينية في كل مكان - في الضفة وغزة والداخل والشتات - تهب لنصرة القدس .. وتظهر وحدتها في الميدان رغم الانقسام اللعين .. فاشتعلت المواجهات في مختلف محافظات الضفة الغربية .. وكانت محافظة طولكرم واحدة من تلك المحافظات .. اذ اندفع طلاب جامعة خضوري لمواجهة جند الاحتلال عند الجدار الملاصق لجامعتهم .. واصبحت الاشتباكات يومية .. قام خلالها جيش الاحتلال باقتحام الجامعة عدة مرات لمطاردة الطلاب، واطلق رصاصه الحي والمطاطي وأصاب العديد من الطلاب، كما واطلق قنابل الغاز المسيل للدموع على الجامعة بشكل مكثف .. مما أدى الى اختناق العشرات من الطلاب والكادر التعليمي والإداري للجامعة .. كما وحطم عددا من سيارات الطلبة وموظفي الجامعة .. وقد أدى ذلك الى توقف الدراسة في الجامعة وتحولها الى ساحة مواجهة - بين الطلاب وشبان طولكرم وبين جند الاحتلال .

ومن اجل تخفيف ضغط الاحتلال على الجامعة .. قررت فصائل العمل الوطني ومجموعة من نشطاء المقاومة الشعبية تنظيم فعالية مقاومة شعبية أخرى بعيدا عن الجامعة، وتم اختيار بوابة الجدار في بلدة شويكة المحاذية بشكل مباشر لمدينة طولكرم .. وفي يوم 3/11/2015 توجه العشرات من المناضلين الى بوابة شويكة .. حاملين الرايات الفلسطينية واللافتات، وتم تنظيم مسيرة قمت بقيادتها عبر الهتاف الى ان وصلنا البوابة .. وكان خلف البوابة عدد كبير من جنود وضباط الاحتلال .. يومها تقدمت نحو البوابة والاسلاك الشائكة .. وبدأت اخاطب جند الاحتلال وأصفهم بالقتلة والمجرمين .. وبان شعبنا سيواصل كفاحه الى ان يزول الاحتلال وتتطهر ارضنا من المستوطنات.. وكان في الجهة المقابلة لي من البوابة ضابط محتل وقناص يوجه بندقيته نحوي، لم يدر بخلدي ان ذلك القناص سيطلق النار تجاهي، فانا لم اكن احمل لا بندقية ولا سكينا ولا حجر .. ولكن القناص وبأمر من الضابط اطلق نحوي عدة رصاصات مطاطية من على مسافة لا تزيد عن 10 امتار .. فأصابتني رصاصتان، واحدة ببطني والأخرى في فخذي .. كما واصابت رصاصة أخرى الرفيقة ميرفت أبو شنب بساقها .. سقطت انا على الأرض من شدة الألم ومن قوة اندفاع الرصاصتين المطاطتين اللتين اصابتا بطني وفخذي .. ومازلت اذكر الصحفي معين شديد وامين سر حركة فتح بطولكرم مؤيد شعبان والرفيق سهيل السلمان عضو المكتب السياسي لحزبنا والرفيق محمد بليدي سكرتير الحزب بمحافظة طولكرم والرفيق الناشط بالمقاومة الشعبية خيري حنون واخرين وهم يحملوني وينقلوني الى سيارة الصديق معين شديد .. والذي اوصلني الى مستشفى الشهيد ثابت ثابت الحكومي في طولكرم .. حيث قدموا لي الإسعافات الأولية وعملوا لي صور اشعة .. وحين تبين ان لا كسور بجسمي طلبت مغادرة المستشفى .. وذهبت مع عدد من الرفاق الى مكتب حركة فتح .. لأسأل عن حالة الأخ مؤيد شعبان الذي اختنق بالغاز بعد مغادرتي موقع المواجهة .. وكان وضعه جيد فشربنا القهوة بمكتبهم .. ومن هناك غادرت طولكرم وعدت الى منزلي بمخيم 


خالد منصور - عضو المكتب السياسي في حزب الشعب الفلسطيني