بعد تقرير لوطن.. افتتاح مدرسة وجمعية المكفوفين بطولكرم: نقلة نوعية في تعليم الأطفال المكفوفين بالمدينة

15/02/2023

[video]https://www.youtube.com/watch?v=07b1ajw9kvM[/video]

تقى حنون - وطن للأنباء- طولكرم: في جل المناسبات الرسمية يتصدر المسؤولون الصفوف الأمامية التي تكون أول ما نبصره عند دخول محافلها، لكن أعين الأمهات المتحفزة لافتتاح مدرسة خاصة لأبنائهن تصدرت المشهد رغم جلوسهن في المقاعد الخلفية أثناء فعالية افتتاح مدرسة وجمعية المكفوفين بطولكرم؛ لتدريس المراحل الأساسية حتى الصف الرابع.

وأصرت والدة الطفل مُلهَم على وقوفه إلى جانبها أثناء حديثها لوطن عن تجربته في المدرسة بعد انقطاعه عنها عامين، لفقدانه البصر في عامه المدرسيّ الثاني، إثر إصابته بورم في رأسه، "تغيرت حياته رأساً على عقب، كان يعاني الملل ويطلب الخروج دوماً، ويسأل عن أقربائه للعب معهم، والآن الحمد لله نفسيته ونفسيتنا تغيرت للأفضل، وبات يطلب الذهاب للمدرسة حتى في العطل" تقول والدة ملهم.

فيما لم تَخفَ سعادة والدة الأطفال المكفوفين "محمود" في الصف الثالث و"إيلين" في الرابع و"منى" بالثانوية العامة، إثر النقلة النوعية التي حققاها محمود ورنيم خلال الشهرين الماضيين بالمدرسة قبل افتتاحها رسمياً.

وتشرح الوالدة "في البداية درسوا بمدرسة عادية ولم يستفيدوا، لكن بعد دوامهما في هذه المدرسة أحسست بتغير كبير، حيث يدرسان ويستفيدان" وتضيف "ابنتي الكبرى التحقت مؤخراً بدورةٍ لتعليم لغة بريل توفرها الجمعية" آملةٌ بتحسين مستواها الأكاديمي الذي تأثر بشدة لغياب التجهيزات الخاصة بالمدرسة السابقة.

وبافتتاح المبنى سيجد 7 أطفال، صفوفاً مزودة بالمعدات اللازمة لتعليمهم كآلات بريل والحواسيب الناطقة، كما سيجد حوالي 100 عضو كفيف مساحة كافية لممارسة أنشطتهم وعلى رأسها دورات لغة بريل والحاسوب الناطق وغيرها ضمن برامج تشغيل المكفوفين، كما أفاد مسؤول العلاقات العامة بالجمعية محمود حمدان.

وتآلفت جهود أعضاء الجمعية لإنشائها تبعاً لمعاناتهم بالتعلم خارج المدينة، كما يروي نائب رئيس الجمعية المحامي ثائر الطحل" في طفولتنا ذهبنا لمدارس بجنين ورام الله كونها تُعنى بالمكفوفين، وبعدما أنهينا دراستنا الجامعية فكرنا بتخفيف معاناة الأهالي في إرسال أبنائهم إلى مدن أخرى ونجحنا الحمد لله ونسعى الآن لزيادة الصفوف حتى الصف السادس".

وتمتد جهود أعضاء الجمعية إلى إدارة المدرسة وتعليم طلبتها، حيث تتطوع لذلك عضوات كفيفات يحملن شهادات جامعية تتناسب مع احتياجات الطلبة، كالمتطوعة آلاء حجاز التي أشارت إلى "أهمية لغة بريل والحاسوب الناطق في تعلم الأطفال للمناهج ودمجهم في المراحل المتقدمة مع الطلبة في المدارس العادية".

وتقديراً لذلك طالبت أمينة سر الجمعية لمى الجلاد التربية والتعليم بتعيين وتثبيت المتطوعات "كونهن أحق بذلك نظراً لجهودهن الكبيرة بالمدرسة"، فيما تسعى الجمعية في الوقت الحالي إلى منحة لتوفير وسيلة مواصلات خاصة لها؛ لإيصال طلبة المدرسة إليها وإعادتهم إلى منازلهم بانتظام.

يذكر أن أعضاء الجمعية المنشأة منذ 1956 ناشدوا سابقاً عبر وطن المسؤولين بالمدينة لإعادة مبنى الجمعية إليهم، بعدما حولته الجهات الرسمية إلى مركز فحص طارئ للمدينة بالتزامن مع بدء جائحة كورونا عام 2020 ما أعاق افتتاحهم للمبنى حديث الإنشاء آنذاك، قبل الاستجابة لهم وافتتاحه رسمياً.