الكهوف ملجأ الأهالي الوحيد.. المنخفضات الجوية تزيد من معاناة أهالي مسافر يطا

01/02/2023

رام الله - وطن للأنباء: في الشمال الغربي من مسافر يطا أقصى جنوب الخليل جنوبي الضفة الغربية، حيث قرية "خلة الضبع" إحدى قرى المسافر وأكثرها ارتفاعاً، والواقعة على جبلين متقابلين يحاول أهلها الصمود في وجه الترحيل والتنكيل الذي يمارسه الاحتلال ومستوطنيه ضدهم، ومواجهة الأحوال الجوية القاسية التي تفاقم معاناتهم.
وتزيد الأحوال الجوية القاسية من معاناة الأهالي، إذ يمنعهم الاحتلال من البناء أو الترميم، ويبقيهم في خيام أو غرف قديمة أسقفها معرضة للتطاير والضرر.
"طارت أسقف المنازل، تمزقت الخيام، سقطت خزانات المياه، وتمزقت البيوت البلاستيكية" يقول جابر دبابسة من قرية خلة الضبع لـ"وطن"، وقد انتقل مع زوجته وأطفاله الخمسة إلى إحدى الكهوف القريبة بعدما تمزقت الخيمة التي يعيشون فيها.

ويضيف أن منطقة "خلة الضبع" هي الأكثر تضرراً في المنخفضات الجوية كونها الأكثر ارتفاعاً، ومن استطاع أن ينقل أغراضه من الأهالي إلى الكهوف فعل، ومن لم يفعل بقي في العراء، وقد تشردت اليوم عائلتين، علماً أن أصغر أطفاله تؤام بعمر الثمانية أشهر ويحتاجان إلى الدفء أكثر من أي فرد من أفراد العائلة.

يوضح دبابسة:" إن تكرار الهدم الذي يقوم به الاحتلال لمنازلنا هو سبب توجهي للكهوف وسكن الخيام، علماً أن الاحتلال هدم منزلي خمس مرات، والآن أنا وعائلتي نتنقل بين المغارة والخيمة، وأحاول توفير الدفء لأطفالي خاصة الرضع، عن طريق مدفأة الغاز، ورغم أنها تشكل خطراً على حياة أطفالي، إلا أنه هذا هو الواقع الذي لا بد أن نعيشه".

يستذكر دبابسة قسوة المنخفضات الجوية في كل عام، ويؤكد أنه لجأ لشراء خيمته على حسابه الخاص، وحتى إن توفرت الخيم فإن بنائها غير مجدٍ في وجه الرياح القوية.

لا يبدو حال محمد شقيق جابر دبابسة أفضل حال، إذ اقتسم هو وزوجته وأطفالهما التسعة كهفاً وغرفة مسقوفة بالصفيح بعدما هدمت الرياح القوية خيمتهم، قائلا  لـ"وطن":" عادة ما نقسم أنفسنا بين المغارة والغرفة المسقوفة بالزينكو، وإذا كنت أنا في المغارة تكون زوجتي مع باقي أطفالنا في الغرفة والعكس صحيح إذا لا نستطيع ترك أطفالنا وحدهم".

يحاول دبابسة الذي هدم الاحتلال منزله أربع مرات وصادر خيمته كذلك أن يوفر الدفء لعائلته عبر تدابير بسيطة وهي إغلاق باب المغارة، وتخصيص مدفأة حطب للغرفة المسقوفة بالصفيح والبلاستيك، ورغم ذلك عادةً ما يصاب أطفاله بالأمراض نتيجة البرد، يقول آسفاً:" إنهم يمرضون أغلب الأوقات".

ورغم البرد وتنكيل الاحتلال يؤكد دبابسة صموده على أرضه قائلاً: "هذه أرضنا ليس لنا سواها لن نغادر وهذه هي حياتنا وهذا هو واقعنا".