بعد حرية كريم وماهر يونس .. من وكم تبقى من الأسرى القُدامى في سجون الاحتلال؟

26/01/2023

وطن للأنباء: قال المحامي وائل ابو نعمة شقيق الأسير سمير ابو نعمة في حديثه لبرنامج وطن وحرية ويقدمه الزميل عبد الفتاح دولة، ويبث عبر شبكة وطن الإعلامية، وتناولت قضية قُدامى الأسرى إن قضية الأسرى القدامى (أسرى ما قبل أوسلو) وقد تجاوزت فترة اعتقالهم في سجون الاحتلال الـ35 عاماً من أهم القضايا التي يجب تسليط الضوء عليها وبذل جهود كبيرة في سبيل الإفراج عنهم.

وتُشكل هذه القضية ملفاً إنسانياً مؤرقاً، نتيجة قضائهم عقوداً طويلة بين جدران السجون، بفعل الأحكام العالية المفروضة عليهم، في ظل تضاؤل فرص الإفراج عنهم.

وخلال حديثه عبر أبو نعمة عن ألمه وحزنه حيال التقصير الكبير من قبل المستوى السياسي الفلسطيني فيما يتعلق بقضية قدامى الأسرى، خاصة بعد الإفراج عن عميدي الأسرى كريم وماهر يونس بعد قضائهما فترة المحكومية كاملة (40 عاما)، وعبر عن ذلك بالقول: "ما حدث مع كريم وماهر يونس يدق ناقوس الخطر لدى قدامى الأسرى، ويجب التحرك الفوري لاطلاق سراحهم".

وأكد وائل أبو نعمة شقيق الأسير أبو نعمة المعتقل منذ العام 1986 ان الفترة التي قضاها شقيقة سمير في السجن تقارب الأربعين عاماً، فقد خلالها والدته وثلاثة من اشقائة، بينما رفضت دولة الاحتلال الافراج عنه طيلة هذه السنوات، وأضاف: "أنا شقيق سمير الأصغر أصبحت جداً ولدي حفيدة بينما لا يزال شقيقي في السجن". 

وتابع أبو نعمة: "لم أتمكن من زيارة شقيقي سمير منذ مطلع العام 2020، لأسباب وحجج أمنية واهية من جهة، وللقيود التي فرضتها إدارة سجون الاحتلال على زيارة أهالي الأسرى خلال الجائحة من جهة أخرى".

وفي تعليقه على رد فعل عميد الأسرى كريم يونس في الساعات الأولى للإفراج عنه بعد أربعين عاماً كاملة قضاها وراء القضبان قال ضيفُنا: أستطيع تفهم كريم وعدم قدرته على التعبير عن إحساسه وما وصفه يونس في حينه بـ"تكلس المشاعر"، مستشهداً بموقف لأسير محرر من مخيم قلنديا عند سؤاله عن الصعوبات التي واجهها بعد الإفراج عنه من سجون الاحتلال وقال في حينه إنه لا يستطيع الرؤية لمسافة بعيد كونه اعتاد ان يرى من مسافات قصيرة وزوايا ضيقة.
وفي ظل ضيق الأفق السياسي قال أبو نعمة إن عميدي الأسرى كريم وماهر قضوا فترة المحكومية كاملة وقد تم تحديد الحكم بالمؤبد لأربعين عاماً، بينما يواجه من تبقى من الأسرى القدامى مصيراً مجهولاً تماماً، حيث إنهم يقضون أحكاماً بالسجن مدى الحياة.

واعتبر ان الطريق الوحيدة لاطلاق سراح قدامى الاسرى هي قدرة شعبنا على خلق المستحيل ومغادرة نهج المفاوضات التي اثبتت فشلهاعلى مدار السنوات الماضية. 

وعن الحالة الصحية لشقيقه سمير بين ضيفُنا أنه يعاني من أمراض مزمنة، بينما فشلت محاولات العائلة عبر سنوات طويلة لإدخال طبيب مختص لعلاجة، مطالباً التدخل من أجل إلزام دولة الاحتلال بالقوانين الدولية، التي تلزم القوة القائمة بالاحتلال تقديم الرعاية الطبية المتكاملة للاسرى، مؤكدا أن سياسة الإعلام الطبي مدخلُ مهمٌ لفضح الجرائم الإسرائيلية بحق الأسرى عموماً وقدامى الأسرى خصوصاً.

وأضاف: "يجب إطلاق نداء لأطباء العالم للتدخل وعلاج اسرانا والضغط على الصليب الأحمر الدولي للإطلاع بدوره بشكل كامل تجاه الأسرى".

ولفت إلى أن اكثر المحطات إيلاماً وقهراً على مدار سنوات اعتقال شقيقه سمير هي مواجهة سمير بعد اتمام صفقة شاليط دون أن تشمله الصفقة، وفقد شقيقه الأكبر، وعبر عن ذلك بالقول: "اذا كان الفقد خارج السجن صعباً وموجعاً فكيف يشعر به من أمضوا أكثر من نصف أعمارهم في السجون"؟

وفي ختام حديثه أكد أبو نعمة ضرورة أنسنة قضية قدامى الأسرى، وإفراد مساحات كافية في وسائل الإعلام المحلية والدولية لحياة كل اسير فلسطيني، ضحى بحريته من أجل فلسطين ومن أجل الانعتاق من الاحتلال.

وضمن قائمة "عمداء الأسرى"، ما زال 23 أسيراً معتقلين منذ ما قبل توقيع اتفاقية "أوسلو" (بين منظمة التحرير الفلسطينية والاحتلال) في العام 1993.

وفي العام 2013، أطلقت إسرائيل سراح 78 من أسرى "ما قبل أوسلو" (من أصل 104 تم الاتفاق على الإفراج عنهم على 4 دفعات)، على هامش المفاوضات مع السلطة الفلسطينية برعاية أمريكية.