خالد منصور يكتب ..وكانت الفعالية الاسبوعية في بيت دجن على شرف ذكرى انطلاقة "فتح"

31/12/2022


كما هي العادة في بيت دجن .. فإنها تحيي دوما ومن خلال فعالياتها الأسبوعية كافة المناسبات الوطنية .. كيوم النكبة ويوم الأرض وذكرى الانتفاضة الأولى والثانية وإعلان الاستقلال .. كما وتكون فعالياتها أحيانا على شرف مناسبات انطلاقات كل الفصائل بلا استثناء .. وهذا ايمانا من القائمين على الفعاليات بالوحدة الوطنية .. وعلى ضرورة تجسيد هذه الوحدة بالعمل لا بالقول فقط .. وهي ( أي بيت دجن ) تصر ومنذ انطلاق فعالياتها على ان لا يرفع فيها الا العلم الفلسطيني .. وحتى في تلك الفعاليات التي تكون على شرف انطلاقة كل الفصائل ..

والتزاما منها (بيت دجن ) بهذه التقاليد المجيدة .. كانت فعالية يوم الجمعة 30/12/2022 على شرف الذكرى ال 58 لانطلاقة حركة فتح .. حيث شارك بالفعالية المئات من المواطنين الذين يشاركون في كل أسبوع .. ولكن هذا اليوم تمايز بوجود ضيوف كثر حشدتهم هيئة مقاومة الجدار والاستيطان وحركة فتح .. حيث تجمع المشاركون في البداية في الساحة الرئيسية امام الجامع الكبير .. وهناك  افتتح المهرجان الرفيق نصر ابو جيش بصفته - منسق اللجنة الشعبية - والقى الاخ توفيق الحاج محمد كلمة باسم المجلس القروي وباسم حركة فتح .. ثم انطلقت الجموع الى ميدان المواجهة المعتاد .. وهناك انتظم المشاركون بمسيرة يرددون الهتافات .. واتجهوا نحو السدة الترابية التي يقف عليها جنود الاحتلال .. وحين وصلوا الى هناك حاول الجنود منعهم من اجتياز السدة .. لكن روح التحدي والزخم الكبير للمشاركين جعلهم يتحدون الجنود .. ويتقدمون اكثر فاكثر .. غير ابهين بتحذيرات الجنود وتهديداتهم بأطلاق النار وبالقمع والتنكيل .. ثم ومن وسط الجنود بدأت برفع الهتافات واصوات المشاركين تصدح .. ضد الاحتلال والاستيطان ( محتلين مجرمين .. سرقوا ارضك يفلسطين .. هذي الأرض عربية .. وانتم دولة حرامية .. يا محتل برة برة .. بدنا نعيش بدولة حرة .. اضرب غاز واطلق نار .. ما راح نهرب مهما صار .. شيلوها شيلوها .. هذي البؤرة شيلوها ) .. وحينها وامام إصرار المشاركين على عدم التراجع .. بدأ الجنود بإطلاق القنابل الصوتية ثم قنابل الغاز .. ولكن المشاركين وبدلا من الانسحاب للخلف تقدموا خطوات للأمام .. والتحموا بجند الاحتلال .. وحدث تصادم بالأجساد وتدافع بين المشاركين وجند الاحتلال .. وفي نفس الوقت تعمد الجنود اغراق المنطقة كلها بالغاز السام .. ورد عليهم الشبان ببسالة بالحجارة .. ثم بدأت المجموعة الملتحمة بالجنود بالتراجع البطيء مرددة الهتافات الوطنية .. وما زلت اذكر العراك الذي حصل بين الرفيق نصر أبو جيش والجنود .. حين دفعوه بفوة كيف صرخ بوجوههم بشراسة .. وكذلك حين وقف الشبان كالأسود ليبعدوا الجنود عن الأخ مؤيد شعبان .. حين أصيب بحالة اختناق بالغاز .. كما واذكر باعتزاز شديد الاخوة اطقم الإسعاف .. الذين اسعفوني حين اختنقت .. و نقلوني والاخ مؤيد شعبان بسيارة الاسعاف الى خارج المنطقة التي يغمرها الغاز ..

كانت فعالية رائعة ناجحة بكل المواصفات .. من حيث حجم الحشود ومن حيث بسالة المشاركين .. وكان نخبة من الكوادر والنشطاء في المقدمة اذكر منهم ( مؤيد شعبان وهالة عثمان وصلاح الخواجا وأبو مرسيل ونصر أبو جيش وتوفيق الحاج محمد ومناضل حنني ومحمود الصيفي وزاهر أبو حسين وعبد الله أبو رحمة  وعزمي حنايشة ويوسف أبو حنيش ورمزي حرب وسليم أبو جيش ومراد أبو حنيش والعديد من الاخوات من هيئة مقاومة الجدار وعدد كبير لا يتسع المجال لذكر اسماءهم  ) .. كما وكانت الإغاثة الطبية والهلال الأحمر يتواجدون على أهبة الاستعداد .. وقاموا بدورهم على افضل وجه .. ولا انسى الإعلاميين البواسل الذي تقدموا لأخطر النقاط لالتقاط الصور والفيديوهات .. مما جعل الجنود يتعاملون معهم بقسوة .. ثم انسحبنا وعدنا الى بيوتنا بعد ان ابلغنا الجنود اننا "مستمرون" وسنعود لمواجهتهم وسنواصل الى ان يتم اقتلاع البؤرة الاستيطانية ..