السبعيني خضير.. آخر صانعي "القباقيب" في نابلس

20/12/2022

[video]https://www.youtube.com/watch?v=hdc7KioQykY[/video]

وطن للأنباء- نابلس- جولان قرعش: في أحد أزقة البلدة القديمة، يجلس الرجل السبعيني وليد عبد اللطيف خضير على كرسي خشبي أمام
منجرته، وقد بدت عليه ملامح التعب، وهو ينتظر إصلاح إحدى الآلات التي يستخدمها في قص وصناعة «القباقيب»، إحدى الصناعات التراثية
التي تكابد الانقراض.
ويتحدث خضير، الذي يعتبر آخر صانعي «القباقيب» في الضفة الغربية عن هذه الصناعة وتسويقها،
راوياً أن «عائلته تعمل في صناعة القباقيب منذ العام 1948 عندما كانوا يملكون منجرة في مدينة اللد، وكانت من العائلات المعروفة بهذه
الصناعة، إضافة إلى صناعة صناديق لزفاف العروس توضع على الجمل، وأخرى لأسرِّة الأطفال، كما كانت العائلة تعنى بصناعة
المحراث الخشبي، الذي أصبح تراثاً في هذه الأيام».

تعلم الرجل السبعيني مهنة النجارة وصناعة القباقيب حين كان في العاشرة من عمره، على يدي والده وجده، من خلال استخدام طرق وآلات يدوية.
ويقول خضير إن صناعة القباقيب اليوم تواجه الاندثار، في ظل ثورة صناعة النعال البلاستيكية والإسفنجية الخفيفة والرخيصة، جازماً أنه لم يتبقَ غيره في هذه المهنة في فلسطين.

ويعتبر «القباقيبي» العتيق أن الحمامات التركية والمساجد هي الأكثر استخداماً للقباقيب، كونها تتحمل الماء والرطوبة، وتجنباً للانزلاق وأيضاً للحفاظ على التقاليد، إضافة إلى كون القبقاب صحياً ومريحاً في الحركة والعمل عند القيام بالأعمال
المنزلية.

وتحتاج صناعة «القباقيب»، في نظر خضير، إلى مهارة وصبر في «انتقاء الخشب أولاً، وطريقة رسم
القالب الخارجي».

ويعود تاريخ صناعة القباقيب إلى أيام الفاطميين والعثمانيين، حيث كان يستخدم بكثرة في المنازل
والحمامات الشعبية، حتى أنه كان من الأغراض الأساسية في جهاز أي عروس، خصوصاً في الأرياف.