حين تشابكت الايدي نجحنا بعبور حاجز الاحتلال

24/11/2022

كتب خالد منصور- عضو المكتب السياسي في حزب الشعب الفلسطيني
  
بلدتا بيت فوريك وبيت دجن تقعان الى الشرق من مدينة نابلس، وعلى بعد اقل من 3 - 5 كم منها .. وترتبطان بالمدينة بعلاقات وثيقة جدا في كل مناحي الحياة .. وبعد ان اغلق الاحتلال مدخل بيت دجن الشرقي المتصل بالشارع الالتفافي الموصل الى مستوطنة "الون موريه".. ومدخلها الشمالي الترابي الموصل للأغوار "طريق مراكا" .. لم يعد لبيت دجن منفذ للتواصل مع المدينة والقرى المحيطة بها الا عبر بلدة بيت فوريك .. كما وان بلدة بيت فوريك هي الأخرى ليس لها مدخل للتواصل مع المدينة والمحيط الا المدخل الغربي .. فمدخلها الشرقي الموصل للأغوار عبر خربة طانا كان الاحتلال قد اغلقه ببوابة حديدية .. واصبح المرور منه خطرا جدا .. ولان الاحتلال ينظر الى هاتين البلدتين بعين الريبة .. فقد اقام على مدخلهما حاجزا عسكريا يتحكم من خلاله بحركة المرور منهما واليهما .. فيقوم بإغلاقه احيانا لساعات واحيانا لأيام .. ويفرض عليهما حصارا قاسيا يسبب المعاناة الشديدة للأهالي .. وقد وضع الاحتلال هذا الحاجز منذ السنوات الأولى للانتفاضة الثانية .. ليحاصر به مدينة نابلس من جهة ويحاصر القريتين من جهة أخرى ..  ( ويكمل هذا الحاجز الحصار على مدينة نابلس من جميع مداخلها .. وقد استمر هذا الحصار لاكثر من 5 سنوات)
وفي مواجهة هذا الحصار تشكلت ( لجنة شعبية لكسر الحصار ) ضمت قوى ومؤسسات محافظة نابلس .. واخذت هذه اللجنة على عاتقها تنظيم فعاليات أسبوعية تتجه الى الحواجز بمشاركة شعبية واسعة .. وتخوض مواجهات حامية مع جند الاحتلال .
ولتنظيم فعالية ضد الحاجز الذي يحاصر بلدتي بيت فوريك وبيت دجن تم التنسيق مع قوى وفعاليات القريتين .. من اجل توفير اكبر حشد من الأهالي .. وتم الاتفاق ان تكون الفعالية ظهر يوم 4/2/2007  .. وفي ذلك اليوم احتشد حوالي ال 200 مشارك على الجهة الغربية للحاجز (من جهة مدينة نابلس ) وتشابكت ايادي الفوريكية والدجنية وايادي نشطاء المقاومة الشعبية .. وما زلت اذكر مشاركة الأخ الدجني المرحوم حامد رزق أبو ثابت .. والعديد من المناضلين الذين مازالوا يسيرون على درب المقاومة الشعبية حتى اليوم .. وسارت الجموع بتظاهرة كبيرة باتجاه الحاجز .. رافعين الاعلام الفلسطينية .. وتصدح حناجرهم بالهتافات الوطنية ( شيلوها شيلوها .. حواجزكو شيلوها .. و .. للحواجز ما بننذل .. ارحل عنا يا محتل .. و .. قيمو الحاجز والجنود .. ما رح نقبل بالقيود .. شعبي واصل هالصمود .. والحرية بدها تعود .. و .. رغم الجيش والشاباك .. رغم الحاجز والاسلاك .. يا محتل ما بننساك .. شعبي صامد بتحداك ) .. سارت الجموع بحماس شديد وبشجاعة منقطعة النظير حتى وصلت بوابة الحاجز .. وحاولت العبور بالقوة .. لكن جنود الاحتلال تصدوا للمتظاهرين وحاولوا ايقافهم وابعادهم عن الحاجز واستبسل المشاركون وباجسادهم استطاعوا فتح ثغرة من بين الجنود .. وكان واضحا ان القوة العسكرية المتواجدة على الحاجز لم تكن كافية لصد المتظاهرين ( ويبدو ان جيش الاحتلال لم يتوقع مشاركة هذا العدد الكبير من المتظاهرين واستهان بالفعالية ) .. ولذلك استطاع المتظاهرون عبور الحاجز والوصول الى الجهة الأخرى .. يغمرهم الفرح وترتفع صيحاتهم ( الله اكبر .. الله اكبر ) .. واستسلم الجنود للأمر الواقع وتركوا الحشود تعبر الحاجز .. واذكر يومها انني قلت للمتظاهرين احذروا فقد يكون الجيش قد نصب لنا فخا وتركنا نمر .. وعلينا الرجوع للخلف والثبات في منتصف الحاجز .. وفعلا تمترسنا بمنتصف الحاجز وجلس بعضنا على الأرض وبعضنا حلس على مكعبات الاسمنت .. وعدنا للهتاف ( ارحل ارحل يا محتل .. غير خروجك ما في حل ) .. وقام بعض الشبان بوضع العلم الفلسطيني فوق برج المراقبة العسكري .. كما وغرزوا الاعلام في كل مرافق الحاجز .. وبعد اكثر من ربع ساعة وصلت قوات وتعزيزات عسكرية إسرائيلية الى الحاجز .. وأمطرونا بالرصاص المطاطي وبقنابل الصوت والغاز .. ونشبت مواجهات حامية بين الشبان والجنود استمرت لأكثر من ساعة .. وأصيب منا يومها العشرات بالاختناق وبالرصاص المطاطي .. ثم انسحبنا من منطقة الحاجز نحو مدينة نابلس