وليد دقة يحلق عبر روايته "سر السيف" في سماء الحرية

02/10/2022

وطن للأنباء: استطاع الأسير القيادي وليد دقة، تحرير روايته الجديدة "سرّ السيف" من بين القضبان، لينثر كلماتها في سماء رام الله، مساء السبت، في مركز خليل السكاكيني.

وتخلل حفل إطلاق الرواية كلمة للأسير دقة، ومداخلات للكاتب والأديب إلياس خوري والشاعر والناقد عبد الرحيم الشيخ، فيما وقعت زوجته سناء أحمد سلامة الكتاب برفقة ابنتهما ميلاد، التي حظيت باهتمام كافة الحضور.

"سر السيف" هي النصف الآخر لرواية "سر الزيت" التي نسج حروفها الأديب والأسير وليد دقة، بعدما نجح في تحريرها ليعيد عبرها وجع الهجرة والنكبة، يقول فيها: "هذا الزيت مش لتزييت النصل، وإنما لتزييت الذاكرة حتى لا تصاب بالصدأ، حتى لا ننسى".

ومع أن الأسير دقة يواصل طي سنينه في الأسير قضى منها 37 عاماً، إلا أن ذلك لم يثنيه عن تحرير نصوصه و إيصالها للعالم لترى النور، و في هذا الجزء عمد على سرد حكاية ملاحقة أطفال فلسطينيّين لاجئين لحلم العودة، وحصولهم على كواشين أرض آبائهم وأجدادهم، ورغبتهم في نشرها ليظهروا للعالم حقيقة مأساتهم، وليؤكّدوا على حقّهم في العودة.

ومع بداية حفل توقيع الكتاب ألقى دقة كلمة مسجلة له، أثرت في الحضور الذي حرص على سماع كل جملة، ومن بين ما قاله: " في السجن لا نكتب نصوصاً إنما نعيشها، في السجن أنت الناص والنص والمنصوص، في السجن بصرك حرارة تسحبك من قلبك، وسمعك سياط يجلد عقلك و حواسك من مجمل أدوات تعذيب حتى حين تريد ان تحيي فيك حسك الجماهيري لتكتب أو ربما تؤكد لنفسك أنك على قيد الحياة".

وقالت السيدة سناء سلامة إن زوجها وليد دقة يمتلك مهارة حفظ الأماكن والأحداث، وهذا ما جسده في روايته التي روى فيها تفاصيل تحوي شخصيات ومناطق جرت قبل أربعين عاماً.

وأضافت أن رواية "سر السيف" حملت رسالة فحواها أن الفلسطيني هو الكوشان ونسل الذاكرة، مؤكدة أن الجزء الثاني من الرواية مرتبط بجزئها الأول الذي قال فيه إن الزيت ليس لتزييت النصل إنما لتزييت الذاكرة، وحمايتها من الصدأ والتلف.

الكاتب والروائي اللبناني إلياس خوري عبر خلال كلمته التي بثت بتقنية "الكونفرنس"، عن انبهاره بطريقة زواج وليد دقة بشريكته سناء وهو في السجن، وكيف استطاعت ابنتهما ميلاد أن تتسلل من بين القضبان نطفة استولدت الحياة منها حياة لها.

بدوره قال الأسير المحرر المختص بالشأن الإسرائيلي عصمت منصور لوطن للأنباء، إن دقة تجاوز تحدياً خطيراً في روايته عبر مخاطبة الجيل الشاب، الذي ولد وعاش طفولته وشبابه فيما لا يزال وليد خلف القضبان.

وأكد أن الجيل الجديد لغة خطابه وسبل نقاشه تختلف كثيراً، عن الأجيال السابقة، إلا أن وليد نجح في كسر هذا الحاجز وأعاد إحياء ألم النكبة بتفاصيلها للشباب، بطريقة سرد شيقة.

يذكر أن وليد دَقَّة من مواليد باقة الغربية المحتلّة، واعتُقل عام 1986، وحكم بالسجن المؤبّد، وما يزال في الأسر منذئذٍ. وإضافة إلى دوره البارز في قيادة الحركة الفلسطينيّة الأسيرة، ممارسةً وتنظيرًا، فإن للأسير دَقَّة عدد من الأعمال الفكريّة والأدبيّة، منها: "يوميَّات المقاومة في مخيّم جنين 2002"، و"صهر الوعي أو إعادة تعريف التعذيب"، و"حكاية سرِّ الزيت"، و"حكاية سرِّ السيف" التي شاركت وطن للأنباء، في تغطية حفل إطلاقها.