أوتاد النضال الفلسطيني

01/10/2022

 كتب فادي البرغوثي: هناك معادلة يجب فهمها بين الشعب الفلسطيني والحركة الصهيونية والتي تتمثل في ان الشعب الفلسطيني لغاية هذه اللحظة لم ينتصر على الحركة الصهيونية الا انه لغاية هذه الأيام لم يهزم، وهذا يأتي بفعل المقاومة المستمرة للشعب والتي ان توقفت مرة ما تلبث إلا ان تعود متجاوزة حالة الضعف السابقة وفاتحة للأمل الفلسطيني من جديد.

فالشعب الفلسطيني كان صانعا للأبطال الذين تفخر بهم جميع حركات التحرر في العالم، ولعل هذه البطولة تتجلى في ابو رعد الذي فقد ابنه الثاني وهو شامخا كالجبل وقبل ذلك الكثيرين من أمتال أبو عاصف البرغوثي.

هذه النماذج كثيرة وتبقى ولا يمكن الاستغناء عنها في جميع المراحل حتى الأكثر صعوبة  مثل فترة عام ١٩٤٨ م "فترة النكبة"  شكل البعض نموذجا لا ينسى كإبراهيم ابو دية بطل  معركة القطمون، والشهيد عبد القادر الحسيني الذي استبسل واستشهد هو يدافع عن القدس واعطى نموذج لنا وللأجيال التي بعده، خاصة ان الذي يجري الان هو امتداد طبيعي في تسلسل الأحداث لما سيحدث مستقبلا بتطور كبير وقوي فأبو رعد وابو عاصف رموا بذرة فنمت شجرة لها ثمرتين اما نصرا مبين أو جذوة لنضال متجدد للوصول إلى الانتصار ايضا ففي كلا الحالتين نفس النتيجة لكن مع اختلاف الفارق الزمني.

المهم ما اريد أن اتوصل له هو ان الثورة الفلسطينية ومرورا بالانتفاضتين وقبل ذلك كان هناك الكثير من النماذج التي لا يمكن ذكرها في مقال ولا حتى في كتاب أو حتى في مجلد لكن نكتفي بالقول انها أجيال راسخة.

هنا اريد القول بأن ثبات الأرض حسب القرآن جاء من جبالها التي كانت كالوتد "وجعلنا الجبال اوتادا" فبدون الجبال تنهار الأرض ويختل توازنها ... وهو ما يدفعني إلى القول أن هؤلاء "الجبال" كان لهم الفضل في بقاء القضية الفلسطينية حية على مدار الزمن فهم أوتاد النضال والثورة الفلسطينية والسد المنيع امام الاستسلام والوقوف أمام المؤامرات.