خالد منصور يكتب ..يوميات المقاومة الشعبية .. وجوه نشطاء المقاومة الشعبية يعرفها ضباط وجند الاحتلال

28/09/2022

كثيرا ما تشهد المواجهات مع جند الاحتلال في فعاليات المقاومة الشعبية استهداف خاص لبعض رموز المقاومة .. فتراهم احيانا يحاولون اعتقالهم او التنكيل بهم .. بل وقتلهم كما حدث مع الشهيد زياد أبو عين في فعالية ترمسعيا .. وكما حدث كذلك مع الشهيد عاطف حنايشة في فعالية بيت دجن .. وعدد من شهداء بلدة بيتا .. وأذكر كيف تم استهداف المناضل خيري حنون في فعالية بلدة شوفة.. حين امسكوا به ونكلوا به بوحشية امام عدسات المصورين .. وكيف حاولوا اعتقال المناضلين عبد الله ابو رحمة ومنذر عميرة وجميل البرغوثي عدة مرات .. وتصبح المسألة اخطر حين يعرفون ايضا أسماء النشطاء .. وهذا ما جرى معي في اكثر من فعالية .. واحدة منها كانت في ترمسعيا حين ناداني احد الضباط ( وكان عربي الأصل ) باسمي وقال لي : "أبو منصور شو جاي تساوي هون" فضحك النشطاء وقالوا لي انه يعرف حتى اسمك .. وفي احدى فعاليات بيت دجن قال لي الضابط الإسرائيلي  "انا رايتك في عصيرة الشمالية" قلت له : نعم فحيثما يكون جيشكم ستجدونني في وجهكم .. واحيانا كثيرة حين كنت أتقدم الصفوف بفعاليات بيت دجن كان الضباط الإسرائيليون ينادونني "أبو ساري اخورا" اي ارجع .. وحين ضاقوا ذرعا من مشاركتي الدائمة في فعاليات بيت دجن والتحدي الذي امارسه لهم استهدفوني واطلقوا علي الرصاص من مسافة صفر وحطموا عظام ساقي .

واتذكر انه وبعد فعالية الحمة العظيمة بثلاثة أسابيع - أي بتاريخ 16/11/2019 - تم تنظيم فعالية في أراضي بلدة عاطوف شرقي طمون .. وكنت خلال الأسابيع الثلاثة التي سبقتها مبتعدا عن الاغوار .. لان الكثير من أصدقائي نصحوني بالابتعاد عن الاغوار تجنبا لاعتقالي .. فقد شاهدوا صوري حين شاركت بشكل بارز بفعالية الحمة يوم 26/10/2019 مع الجنود والمستوطنين .. يوم فعالية عاطوف وصلت انا والرفيق وائل الفقيه الى عاطوف متاخرا قليلا .. وما ان اقتربت لمسافة خمسة امتار من المواجهة المشتعلة بين النشطاء وجنود الاحتلال .. واذ بقائد القوة الإسرائيلية يصرخ على جنوده ويشير بيده الي ويقول بالعبري "زي هو .. تشلاختوا" أي هذا هوا اجلبوه .. فتقدم الجنود نحوي يريدون الإمساك بي .. ولكن رفاق الدرب وقفوا في وجه الجنود .. وعملوا سدا بأجسادهم ليحولوا دون اعتقالي .. واذكر يوما ان الأخ زاهر أبو حسين قد طوقني بذراعيه وقال لي ارجع اسرع لا تنظر للخلف انهم يريدونك .. وفعلا ابتعدت لمسافة خمسين مترا ثم لاحقني بعض الأصدقاء وقالوا لي ننصحك بمغادرة المنطقة كلها .. فغادرت عاطوف وعدت لمنزلي .. وعرفت بعدها ان الأخ معتز بشارات الذي كان هو والرفيق ايمن غريب في الصفوف الأولى امام الجنود  قد سال ضابط الارتباط الإسرائيلي لم تريدون اعتقاله ..؟ فقال له ذلك الضابط ان هذا الشخص قد قام بعمل كبير .. وسأله ايمن هذا رجل كبير السن عمره سبعين عاما .. فقال له الضابط عني : انه عمل عملا كبيرا - ويقصد ما فعلته حين امسكت بيد المستوطن ومنعته من الاعتداء علي وعلى رفاقي الذين كانوا معي في فعالية الحمة التي لم ينساها الجنود ولا المستوطنين.


خالد منصور – عضو المكتب السياسي في حزب الشعب الفلسطيني
مخيم الفارعة