حمزة البشتاوي يكتب.. الانتخابات الإسرائيلية و انسداد الافق

26/09/2022

 

على الرغم من طغيان الجانب الايديولوجي والكثير من الدعاية والمناورات وتكبير الخلافات، لا يتوقع أن تحمل الإنتخابات الإسرائيلية القادمة جديداً وستكون أقل بكثير مما حظيت به في مجال الأبحاث والدراسات والمقالات، وقد لا تحدث هذه الإنتخابات أي تغيير خاصة على المستوى السياسي الإسرائيلي الداخلي لأسباب عدة ومنها التركيز في هذه الإنتخابات على الجانب الشخصي للمرشحين وفي مقدمتهم بنيامين نتنياهو الذي يخوض صراعاً حاداً من أجل البقاء والعودة إلى صدارة المشهد السياسي وذلك لأسباب تتعلق بتوفير الحصانة والحماية وتجنب المحاكمة بتهم الفساد.

وفي إطار الصراعات الشخصية المهيمنة على هذه الإنتخابات ينقسم الإسرائيليون إلى معسكرين، واحد يقول: لا لنتنياهو والثاني يقول: نعم فقط لنتنياهو، ولتحقيق أي من الشعارين سيتم إشعال المزيد من الكراهية والتهديد والخداع والإنقسام من قبل مختلف التيارات اليمينية ومن بقايا اليسار المنضوي حالياً بما يسمى تيار الوسط وهذه التيارات تحمل مواقف متشابهة في القضايا الإستراتيجية وابرزها تكريس الإحتلال، وهي تتصارع وتتنافس اليوم لكسب الناخب الذي لا يرتبط بأي من المعسكرين بل بهويته الخاصة كفرد من الأشكناز أو السفارديم، وأين ولد وأين يعيش ومدى إستفادته من الرقص في حفلات المعسكرين وخدماتهم ما قبل وما بعد المعركة.

ويلاحظ بعض الكتاب الإسرائيليين نجاح بنيامين نتنياهو إلى حد ما في لملمة أطراف معسكره ويسعى لاحقاً لقطف الثمار في المعركة الشرسة التي يخوضها من أجل الوصول لرئاسة الحكومة، كي يفوز شخصياً ومن ثم حزبياً دون إحداث أي تغيير في المشهد السياسي القائم، حيث لا يلوح بالألإق سوى إحتمال فوز اليمين وبقاء الخلاف والإنقسام حول من مع ومن ضد نتنياهو وسط ضبابية تخيم على المشهد السياسي الإسرائيلي وأزمته الداخلية العميقة إلى حد الإنسداد التام وانعدام الأفق أمام المشروع الصهيوني وشعاراته ومقولاته.

ولا يتوقع أن تحدث الإنتخابات القادمة أي تحول أو إختراق في حالة الإنسداد السياسي والحزبي والمجتمعي أيضاً، كما أنه لا يمكن لأي تصعيد عسكري على أي جبهة من الجبهات التي أصبحت مترابطة أن يخرج الإسرائيليين من أزمتهم ومأزقهم، والمتوقع من هذه الإنتخابات تعميق الأزمة والمأزق و الغوص أكثر في الأزمات والإنتقال من فشل إلى فشل وعلى أكثر من صعيد.

وبالإستناد إلى بعض الإستطلاعات التي تعطي لكتلة نتنياهو بين 59 و 60 مقعد مقابل 55 مقعد لكتلة يائير لابيد وبيني غانتس فإن المراوحة بالمكان هي التي ستكون سمة هذه الإنتخابات على أقل تقدير مع إحتمال الدخول في دوامة عنف داخلي يؤدي لاحقاً إلى (حرب أهلية) يسبقها الآن سيطرة عوامل الخوف وعدم اليقين من ما بعد نتائج الإنتخابات الخامسة التي لن تطوي صفحة الخلافات بل ستزيد من تفاقمها في لحظة صدور النتائج أو فيما يليها من قادم الأيام.