رسالة إلى مجلس أمناء جامعة بيرزيت "لن يصبح الحمار الجائع حصانا"

25/09/2022

كتبت: د. وداد البرغوثي

قبل أحد عشر عاما وأكثر كتب رئيس مجلس أمناء جامعة بيرزيت ومؤسسها مقالا بعنوان " يا للخسارة.بعد أن تعود قلة الأكل مات" نشر في جريدة الأيام وهذا رابطه https://www.al-ayyam.ps/ar_page.php?id=9420a92y155323026Y9420a92

ونشرته مواقع أخرى في حينه عن أزمة التعليم العالي والتي سببها مالي بحت. وأسهب في الحديث عن انعكاس ذلك سلبا على مستوى التعليم العالي والبحث العلمي؛ وعرج على مقارنة بين جامعاتنا و الجامعات في الخارج بما فيها جامعة دولة الاحتلال من ناحية ميزانيات الجامعات ورواتب العاملين فيها. ووجه حديثه للسلطة الفلسطينية، مطالبا إياها ألا تسمح بانهيار التعليم العالي .

وختم مقاله الجميل بسخرية مرة اقتبس منها" والحكومة الحالية والقادمة مدعوة لمعالجة الوضع قبل فوات الأوان حتى لا يأتي الوقت ونتذكر القصة المأثورة في كتاب "راس روس" للمربي الفلسطيني المعروف خليل السكاكيني حول الحمار الذي كان صاحبه يقلل من طعامه يوميا لتوفير المال، وبعدها مات الحمار فقال صاحبه: "يا للخسارة، بعد أن تعوَّد قلة الأكل مات".انتهى الاقتباس.

أشعر بخجل شديد الآن وزملاؤنا وقادتنا النقابيون في جامعة بيرزيت يضربون عن الطعام والآن سيدخلون اسبوعهم الثاني بامتناعهم عن الشراب وخطوات تصعيدية أخرى وأن ما خشي الدكتور حنا ناصر أن يأتي وقته حينها قد اتى اليوم. يعني يا دكتور حنا المحظور وقع، والمحذور الذي حذرت منه وقع. فهل هناك ما هو أسوأ من ايصال الأمور إلى إضراب عن الطعام ؟ ما الذي ننتظره ؟هل يتوقع مجلس الأمناء ورئيسه أن يصبح الحمار الذي تجوعونه حصانا؟ من الذي يتحمل خسارة موته؟ أليس من جوعه وانتظر هذا الموت؟