من صبانة إلى بيت مهجور ثم مكان أثري عريق.. مطعم الخليلي وسط نابلس

18/09/2022

[video]https://www.youtube.com/watch?v=jWtMWDRmMRc[/video]

نابلس- وطن- جولان قرعش: عبر زقاق ضيقة بمدينة نابلس القديمة، يصل الزائرون إلى "مطعم وفرن الخليلي"، وهو مطعم يعود إنشاؤه لما قبل نحو 800 عاما، حوّله أصحابه إلى مطعم أثري مع محافظتهم على مرافقه الأساسية وخصوصية مكوناته الأثرية.

في البدء كان اسطبلاً ومن ثم صبانة، أي محلاً يُصنع فيه الصابون النابلسي وجرى عليه الزمان وحيدته الصناعات الحديثة حتى اختفت رائحة الصابون من داخله، فأصبحَ خربةٍ تسكنه الطيور، ولكن الروح عادت إليه من جديد، بعد ان قررت عائلة الخليلي ترميمه وتحويله إلى مطعم.

زينات الخليلي (أم أحمد)، أمٌ لثلاثة شبان وفتاة، تبلغ من العمر (52) عاماً وهي صاحبة مطعم وفرن الخليلي.

تقول أم أحمد: في البداية كان هذا المكان صبانة، ثمَ حصلنا عليه أنا وزوجي وأولادي (مشروع عائلي)، اذ أعدنا ترميمه وتشكيل بنائه من جديد، ليصبح الآن مطعم وفرن شعبيّ يربطُ بالأحياء النابلسية القديمة.

يقول المثل الشعبي " بيت الضيق بوسع ألف صديق " وهذا ما يستشعره من يزور مطعم (أم أحمد)، المكون من مساحةٍ كبيرةٍ وأقواس قديمة، وغرفةً واحدةً تتقاسمها زينات وابنها البكر أحمد عند إعداد الطعام لتتناول فطورك وكأنك في بيتك بفضل حميمية الاستقبال والأطعمة الشعبية المقدمة.

وبينما تنفض ملابس العاملين بالمطعم الغبار عن الموروث التقليدي للزي الفلسطيني، حيث السروال والقايش المخيط من ألوان الكوفية والقميص والطاقية ونصف القمباز، يكتمل جزء آخر من المشهد الأثري، عبر شكل قائمة المأكولات والمشروبات المطبوعة على قطعة جلد بنية اللون ملفوفة بخيط يوحي بالقدم.

وتركز (أم أحمد) بحديثها لوطن على ضرورة تحقيق مواءمة أكبر بين المكونات الأساسية للبيت الأثري وبين الإضافات الجديدة، بطريقة تظهر المكان بحالة انسجام كامل بكافة مرافقه من دون طغيان للمؤثرات العصرية على عراقة المكونات وأصالتها.

وتضم القطع الأثرية التي تزين المطعم، مفاتيح منازل قديمة، وسيوفا، وخناجر، وآلات موسيقية خشبية، وأجهزة مذياع وتلفاز يعود تاريخها لما يزيد على 100 عام.