كتبت: د. هديل البرغوثي
يمر العالم بمرحلة حرجة، وتشير الاحتمالات إلى تحول قادم من نظام أحادي القطب القديم البالي إلى نظام حديث متعدد الأقطاب. في هذا المقال، هناك دعوة لجميع الفلسطينيين للتفكير بشكل صحيح في خططهم المستقبلية. إنه وقت مناسب للفلسطينيين لاغتنام فرصة الارتباك السياسي الحالي لإسرائيل والبدء في إعادة التفكير وإعادة تنظيم أهدافهم.
في البداية، يتعين عليهم توحيد أهدافهم ووضع استراتيجية جديدة لتحقيق أهدافهم النهائية.ما يستوجب على الفلسطينيين توحيد أصواتهم في منظمة التحرير الفلسطينية لإسقاط اتفاقية أوسلو، حيث أن هذه الاتفاقية اصبحت لا تلبي الحد الادنى من متطلبات الشعب الفلسطيني خاصة بعد وجود هذا الكم الهائل من المستوطنات، وبالتالي فأن عليهم توحيد أصواتهم ضد سياسة الفصل العنصري والتمييز التي قام الاحتلال في ممارسته لأكثر من 70 عاما.
كما أوضحت في مقالي السابق، فإن الدول الغربية تبرر الصراع اللامتناهي بين فلسطين ودولة الاحتلال الاسرائيلي على أنه صراع أيديولوجي قائم على قضايا دينية وثقافية مختلفة. وهذا النوع من الصراعات وفقًا لوجهات نظرهم لا ينتهي أبدًا. وهو نزعات ايدولوجية لا تنهي وليست مرتبطة في زمن محدد كما توضح الدراسات القائمة على هذه المجالات خصوصا في الدول التي عانت من الاضطهاد العنصري ما خلق وعي وثقافة تحد وتمنع من هذه السياسيات التي تدرس في الجامعات الغربية كجزء من المتطلبات والمساقات الثقافية للطلاب
وبناء على ذلك فان الشعب الفلسطيني يجب علية الاستفادة من التجارب السابقة مثل تجربة جنوب افريقيا وصراعهم ضد نظام الابرتهايد ويقوموا في تغيير هدف معركتهم، لأنهاء سياسة الفصل العنصري والتمييز، في كل فلسطين التاريخية ويتم الكفاح من أجل تحقيق العدالة للسكان الأصليين في فلسطين، والذين تعرضوا لظلم تاريخي واحتلال احلالي حرمهم من العودة الى ديارهم منذ 1948 م كما يجب أن يطالب الفلسطينيون بشكل جماعي بأرض واحدة. مع حقوق متساوية للجميع.
بهذه الطريقة فان الظروف النضالية تصبح افضل ولا تحتاج الى صراع مبني على العنف وصعب التحقق والمنال، كما ان هذا الخيار اصبح هو الخيار الواقعي والمتوفر الوحيد الذي نستطيع من خلاله احراج العالم والتأثير على الرأي العالمي بتبنى حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات من اسرائيل وفرض عقوبات عليها حتى يتم اسقاط النظام العنصري فيها مثل ما تم اسقاط النظام العنصري في جنوب افريقيا كما اشرنا سابقا
في هذا السياق، يجب أن نلقي الضوء على بعض الحركات والاحزاب السياسية الفلسطينية ، التي كانت تواجه العديد من التحديات في تنفيذ حل الدولتين حتى أصبح مستحيلاً. من حيث المستوطنات الهائلة والعقبات والعوائق الخانقة التي تفرضها إسرائيل. من هذه المنظمات حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية التي تقترح استراتيجية تقوم على حل دولة ديمقراطية واحدة كبديل وحل عادل للجميع.