عندما لطم "وزيرنا" الجنود والجمود!!*

03/07/2022

كتب د. محمود الفطافطة : تهافتوا نحوه كغربانٍ قاتل، طالبوه بالانصراف من أرضه دون أن يدركوا أنها كروحه وعرضه. جنودٌ مدججين بأبشع الأسلحة وأدماها، بينما، هو، فسلاحه؛ ايمانه بربه، وبعدالة قضيته، وبحتمية تحرير وطنه وشعبه. تراه هادئاً مع نفسه ومحبيه، لكنه كالبركان الذي ينفث حممه نحو أبشع احتلال عرفته البشرية.

تراه خجولاً من قريب وغريب، تراه حييً في سؤال وجواب، لكنه حكيماً في تفكيره، جريئاً بقلبه، شديداً بمعصمه ولطمته. أرادوا أن يطردوه من ترابٍ جُبل فيه عرقه وانتمائه... أرادوا أن يخضعوه لمشيئتهم؛ ليقلب قوتهم إلى ذل واحتقار... قد يكون فارغ اليد من سلاحٍ وعصا، لكنه مترسٌ بقوة الحق، وشرعية الحضور والبقاء في بلاد أجداده وآبائه.

يتسابقون نحو صخرة أحاطها بجسده دون أن يعلموا أن الصخر والحجر والشجر ينطقان بلغة كنعان وأرضها؛ تلك الأرض التي لا تجيد سوى احتضان الفلسطينيين، ذلك الشعب الذي ولد فيها منذ قرون وقرون طويلة دون أن يعرف له أرضاً سواها.. إنها فلسطين الشاهدة، وشعبها الشاهد والشهيد... شاهدة على عراقتها وقداسة أرضها، وبركة ربها.. إنها الأرض التي بذل شعبها، ولا يزال النفس والنفيس؛ ليشهد العالم بأن كل ما فيها فلسطيني المنبت والمولد والمنشأ.. إنها الأرض التي كلُ ما فيها مقاوم ومعتقل وجريج وشهيد... إنها أرضٌ كل ما فيها حر وصامد إلى يوم الوعيد.
يحتلون هنا، يقتلون هناك، لكننا لن نُبقي لهم سوى الفرار أو القتل.. يتهافتون إلى الأرض المقدسة التي تلفظهم في كل حين... يتسابقون من مشارق الأرض ومغاربها ليستوطنوا أرضاً ليس لهم فيها إلا الرعب والدم والهلاك.

إنها فلسطين التي حاكت من رداء قداستها شبابٌ مطهرة لا يخافون إلا رب العالمين ... شبابٌ قد يخجلون في كلامهم، لكن قلوبهم مملوءة بالغضب، وقبضاتهم متخمة بالردع، ونفوسهم تفيض بالكرامة... تهانينا لفايق الذي بلطمته أفاق قلوب تائهة، وعيون عمياء، وألسنة خرساء..

*صفة الوزير أُطلقت على والد فايق، المرحوم حسن مصطفى الفطافطة. وقد لقب بالوزير من حادثة مفادها: أنه في زمن الحكم الأردني للضفة الغربية كان بعض الجنود الأردنيين يتمركزون في منطقة جغرافية قريبة من بلدته ترقوميا، وفي الجوار كان بئر ارتوازي يأتي الأهالي للتزود من مياهه.. في يومٍ من الأيام قام بعض الجنود بإجبار شخص من البلدة على نقل المياه إلى مقره، وعندما علم " الخال" بالأمر قام بضرب ذلك الجندي عقاباً له... ومن وقتها التصقت هذه الصفة به رحمه الله.

_____________
* فايق، هو الشاب الذي قام بضرب جنود الاحتلال الذين قاموا بالاعتداء على المزارعين من بلدة ترقوميا الذين كانوا يُفلحون أرضهم في منطقة "الهردش" التابعة للبلدة. تم اعتقال فايق لنحو ثلاثة أسابيع.