"طائرات رش المبيدات الإسرائيلية" في غزة.. مصدر قلق لمزارعي المناطق الشرقية

21/06/2022

[video]https://www.youtube.com/watch?v=9Qg1aNlE4ok[/video]

غزة-وطن-احمد الشنباري: لم تعد جرافات الاحتلال الاسرائيلي هي الطريقة الوحيدة التي يحاولُ من خلالها إلحاق الاذى بالحقول الزراعية، فهذه المرة طائرات الاحتلال التي تجوبُ اجواء الشريط الحدودي، أصبحت مصدر قلق لمزارعي المناطق الحدودية بعد الرش المتكرر للمبيدات الكيماوية.

على مسافة 300 متر من الشريط الحدودي بين قطاع غزة والأراضي المحتلة يقفُ المزارع عبد الكريم وهدان يتأمل أرضه الزراعية التي أوشك العاملين فيها على الانتهاء من جني ثمار البطاطا، لكن العائد المادي لا يعوض حجم الخسارة التي لحقت به نتيجة رش الاحتلال للمبيدات الكيماوية.

يقول المزارع عبد الكريم وهدان، تعرضنا في الفترة السابقة لرش مبيدات كيماوية من طائرات الاحتلال، حيث يصل مدى الرش لكيلو متر، الأمر الذي أثر بشكل كبير على المحاصيل الزراعية من قمح وخضروات وغيره.

ويضيف المزارع الذي يراقب جني ثمار البطاطا" نتأمل أن يتوقف الاحتلال على رش هذه المبيدات خاصة ونحن نتجهز لزرع محصول جديد".

وحول طبيعة المواد التي يستخدمها الاحتلال أكد وهدان ان اغلبها مواد كيماوية غير معروفة تستخدم للأعشاب، ويبدأ مفعولها بعد ثلاثة أيام وتبدأ المحاصيل الزراعية بالتأثر حيث تُحرق الاشتال المزروعة، بالإضافة إلى تأثر الثمار.

وبيّن وهدان ان الاحتلال الاسرائيلي يتعمد الرش المتكرر للمبيدات ليتمكن من رؤية واضحة على الشريط الحدودي، لكن الأثر يمتد لمسافات ابعد من 300 متر، وهذا ما زاد من معاناة المزارعين على طول الشريط الحدودي.

اما المزارع شهاب شبات (40عاما) أعرب عن تخوفه من زيادة خسارته، حيث رفض هذا العام زراعة أرضه التي اعتاد على جني ثمار الخضروات منها.

يقول شبات ان كل عام يقوم بزراعة ارضه بمحاصيل الخضروات، لكن هذا العام توقفت عند الزراعة خوفاً من رش المبيدات الإسرائيلية التي تكبده مزيداً من الخسائر وهذا ما حصل خلال الموسم الماضي، مؤكداً تعمُد الاحتلال على رش المبيدات خلال موسم جني الثمار وهو ما يزيد من حجم الخسارة لدى المزارع، حيث لم يعد تجدي معالجة المحاصيل بعد الرش.

وحول طبيعة تأثر المحاصيل الزراعية أوضح المزارع شبات، ان ثمار المحاصيل والاشتال يصيبها مرض لا يمكن علاجه نتيجة عدم معرفة المبيدات الحشرية الاسرائيلية، وهذا يزيد من حجم الخسارة بعد استخدام مبيدات لا تعالج هذه الأمراض.

من جهتهِ قال أدهم البسيوني مدير مديرية الزراعة في شمال غزة " هناك جانب خطير من المبيدات الحشرية يتمثلُ في الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي الزراعية شرق غزة، حيث تمثل ما نسبته 25% من إنتاج قطاع غزة الزراعي، وهو ما فرض واقع صعب على المزارع الفلسطيني.
ويضيف البسيوني " الاحتلال يقوم في اوقات متكررة من للعام برش كميات كبيرة من المبيدات الحشرية، الأمر الذي ينجمُ عنه خسائر فادحة لدى المزارعين، حيث ان آثارها المستقبلية تمنع الانبات مرة اخرى ولم تعد صالحة للزراعة".

وأوضح م. أدهم، أن الاحتلال الاسرائيلي يتعمد رش المبيدات الحشرية في ذروة الإنتاج، الأمر الذي أدى الى إتلاف كميات كبيرة من الثمار حيث وصلت الاحصائيات إلى إتلاف (4000 دونم) على مستوى القطاع نتيجة رش المبيدات.

وطالب أدهم البسيوني عبر جهات دولية بضرورة الإبلاغ المسبق قبل رش هذه المبيدات، بالإضافة إلى معرفة طبيعة المواد المستخدمة، لكن الاحتلال الاسرائيلي يضرب بعرض الحائط هذه المطالب وفق قوله.