لصوص الكهرباء يغرقون البلاد بالظلام

16/06/2022

وطن للأنباء:  ظلام دامس لساعات طويلة قد يعم معظم شوارع الضفة الغربية، مشهد ربما بات قريباً والسبب الأساسي لصوص الكهرباء والمتخلفون عن دفع مستحقات الكهرباء.

وعبّر مواطنون عن تخوفاتهم من استمرار هذه الظاهرة التي تؤثر على كافة مناحي الحياة وتهدد حياة المرضى الذين يعتمدون على الأجهزة.

وقال أحد المواطنين، لوطن للأنباء، إن قطع الكهرباء ليس بالأمر الجديد علينا، وكأن العملية تكررت بشكل أكبر الأيام الأخيرة، وهذا القطع له أثر على الجميع وخاصة على الأسر التي تضم أطفالا أو مرضى.

بدورها، قالت مواطنة، لوطن للأنباء، إن الكهرباء مرتبطة بكل أمور حياتنا اليومية و، ونحن في منزلنا لم نهمل دفع فاتورة الكهرباء في يوم من الأيام، لكننا سندفع فاتورة من يسرق ويتقاعس عن تسديد المستحقات.

وأضاف مواطن أخر، لوطن للأنباء، أنه في بعض الأحيان تكون الإجراءات مجحفة بحق المواطنين الملتزمين بالدفع ضمن سياسية عقاب جماعي من يدفع الفواتير ومن لا يدفع، ويجب فقط قطعها عن غير الملتزمين.

وتطالب شركة الكهرباء الإسرائيلية بتسديد ديون بقيمة نصف مليار شيكل، حيث وصل الأمر إلى إطلاق تهديدات بقطع خدمة التيار بسبب تراكم الديون المستحقة، ومع أن شركة كهرباء القدس تواصل جهودها مع كافة الجهات لوقف هذا العقاب الجائر والجماعي، إلا أنه دخل حيز التنفيذ في عدة مناطق من بينها بيت لحم.

وتشكل السرقات 60 في المئة من الـ 160 مليون دولار المتراكمة على شركة القدس للكهرباء ،التي نوهت إلى ان تلك السرقات تتركز في القرى والبلدات التي تقع في مناطق (ج) ولا تسيطر عليها السلطة الفلسطينية أمنياً وإدارياً.

وقال رئيس سلطة الطاقة ظافر ملحم في مكالمة هاتفية مع وطن للأنباء، إن سرقات الكهرباء لها علاقة بالجانب الأخلاقي، مؤكدا على استمرارهم بعمل حملات توعوية لأهمية عدم التعدي على شبكات الكهرباء خاصة أن هذا الموضوع يؤثر على الخدمة الكهربائية بشكل عام بالإضافة إلى أنه يؤثر على السلامة العامة وخاصة التمديدات غير القانونية.

وأكد أن العقوبة على كل من يثبت تعديه على شبكات الكهرباء وسرقة التيار تصل الى حد السجن لمدة 6 أشهر كحد أقصى، وفق القانون.

وقال انه يتم سرقة التيار الكهربائي في بعض الحالات للاستفادة مادياً ببيع الكهرباء لمشتركين اخرين بأسعار زهيدة، مما يؤدي الى خلل في توزيع التيار الكهربائي على المواطنين، وتراكم الديون على شركات التوزيع التي بدورها لن تستطيع أن تزويد الكهرباء للمستهلك، وهذا ما يحصل حاليا بالإجراءات العقابية التي تقوم بها شركة كهرباء "إسرائيل" بقطع التيار الكهربائي عن الكثير من المواطنين في منطقة امتياز شركة كهرباء القدس.

وأضاف أن "نسبة الفاقد نتيجة السرقات مستقرة إن لم تكن في انخفاض نتيجة الإجراءات التي نقوم بها، منها الكشف الميداني المستمر على الشبكات الكهربائية".

وبيّن أنه قبل عدة أسابيع كشفت شركة كهرباء القدس عن أكبر عملية سرقة للتيار الكهربائي في منطقة بيتونيا، التي كلّفت الشركة حوالي مليون ونصف شيقل.

ويؤدي تخلف البعض عن دفع فاتورة الكهرباء ولجوء البعض للسرقة، إلى تدفيع المواطنين جميعا ثمنها حتى أولئك الملتزمين بتسديد ما عليهم، ولا تسمح لهم أخلاقهم بالانجرار إلى السرقة، ويدفع الثمن أيضا موظفو شركة كهرباء القدس اللذين يصلون الليل بالنهار لإيصال الخدمة على أكمل وجه، لكن تراكم الديون قد يعجز الشركة ويجرها إلى الإغلاق.

وقال الناطق الإعلامي باسم الشرطة الفلسطينية العقيد لؤي ارزيقات لوطن للأنباء، إنه تم التبليغ عن 6 قضايا سرقة للكهرباء في بيت لحم وتم حل 4 منها، و 51 قضية في مختلف ضواحي القدس، تم انجاز 16 منها فقط، وأكد أن السبب يعود للمناطق التي يتم فيها السرقات تكون خارج اختصاص الشرطة، ولا يمكن الوصول اليها الا بصعوبة.

هل تتخيل يوماً أن تعيش في الظلام الدامس؟ ويصحو أطفالك بقلق أن تفقد الأجهزة الكهربائية في منزلك واحدا تلو الاخر بسبب التقطع المستمر للتيار الكهربائي؟
إذا كانت الاجابة لا عليك إذاً أن تقوم بواجبك بالإبلاغ عن السرقات وتقدم النصيحة لمن يقدم أنانيته ومصالحه على أبسط حقوق غيره.