المحلل السياسي أحمد رفيق عوض لوطن: السلطة الفلسطينية رفضت الاقتراح الأمريكي بعقد قمّة لعدم جدواه

15/06/2022

رفضت السلطة الفلسطينية ودولة الاحتلال اقتراحا قدمه وفد أميركي يزور البلاد تمهيدا لزيارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، المنطقة، الشهر المقبل، إمكانية عقد لقاء مشابه لاجتماع النقب الذي شارك فيه وزراء خارجية دولة الاحتلال والولايات المتحدة ودول عربية، في آذار/مارس الماضي، حسبما أفادت صحيفة "هآرتس" اليوم الأربعاء.

وشدد مسؤولون فلسطينيون على أنه يجب أن يصدر عن لقاء كهذا إعلان بالالتزام، من جانب "إسرائيل"، بحل الدولتين استنادا إلى حدود العام 1967، وإلا فإنه لا جدوى من عقده، وفق ما نقلت الصحيفة عن مسؤولين فللسطينيين ودبلوماسيين غربيين.

وقال الخبير والمحلل السياسي الدكتور أحمد رفيق عوض لبرنامج "مساء الخير يا وطن" الذي تبثه وطن للأنباء إنّه يرى في رفض السلطة الفلسطينية أسبابًا تتمثل بمعرفتها أن "إسرائيل" ليس لديها ما تقدمه على الإطلاق، "فتصبح مجرّد قمة للاستهلاك المحلي، ولتحسين صورة دولة الاحتلال".

وبيّن أن سبب رفض دولة الاحتلال لفكرة القمة يكمن بعدم إرادتها "لالتقاط الصور فقط"، مشيرًا إلى أن ذلك يعني أنها ليس لديها ما تفعله، وحكومة بينت أجهضت حلّ الدولتين وأفرغته من مضمونه، واستبدلته بما يسمى "تقرير الصراع"، إلى جانب تعزيز الاستيطان وترسيخ الاحتلال وإضعاف السلطة الفلسطينية وتفكيكها وإبقائها تلهث وراء المساعدات، أو حتى الاعتراف بها، وتفكيك الفلسطينيين، مضيفًا أن الحكومة تريد تجاوز اليمين الليكودي بأن تكون أكثر تطرفًا، لتقسط بذلك فكرة التسوية مع الفلسطينيين.

وأوضح أنّ زيارة الوفد الأمريكي للمنطقة، بعيدًا عن هدف الإدارة الأمريكية بإعادة ضخ البترول للسوق العالمي، في ظلّ الأزمة، إلى جانب استبدال النفط الأمريكي بالعربي، وأيضًا محاولة دمج "إسرائيل" في المنطقة وتعزيز أمنها، وسعيها للنجاح في الانتخابات القادمة.

وأضاف أنّ هناك أسباب تكمن في زيارة الوفد الأمريكي للمنطقة يكمن بتهدئة الأوضاع بين الاحتلال والفلسطينيين عن طريق "التلويح بأكاذيب وتضليل من قبيل ترويجها بإيمانها بحل الدولتين"، دون تحديد كيف ومتى وأين، أو الوسائل لذلك.

وقال إنّ الإدارة الأمريكية تحاول إرضاء القيادة الفلسطينية بتقديم وعود غامضة في ظلّ غضب الأخيرة وتلويحها "بالذهاب بعيدًا"، بسبب "خداعها وإيصالها لمنطقة مسدودة تمامًا، وتجاوزها، وتجاوز القانون الدولي وحل الدولتين، وشعورها بالإهمال والضعف".

وذكر أنّ كلّ الأسباب وممارسات وعقلية حكومة الاحتلال "ليس هناك تسوية أو مفاوضات"، مضيفًا "الإفراج عن المساعدات هي بموافقة أمريكية إسرائيلية باعتبارها الحافظة الاقتصادية لما يسمى بحل الدولتين، لإجهاد الغضب الفلسطيني والالتفاف على فكرة التسوية"، إلى جانب وجود "محفزات أخرى كزيادة عدد العمّال في الداخل وتسهيل الحركة".

وبيّن أن دولة الاحتلال تجاوزت فكرة التفاوض مع الفلسطينيين حول حلول سياسية حقيقية، مشيرًا إلى أن حكومة وسياسة وجمهور الاحتلال تقود الفلسطينيين أن "كل ما نقدمه لكم هو حوافز اقتصادية فقط".