المحلل عزّام أبو العدس لوطن: مسيرة الأعلام أبعادها خطيرة والظروف ناضجة لانتفاضة وإن صمتنا ستفوق كارثتنا النكبة

18/05/2022

وطن للأنباء: صادق وزير الأمن الداخلي للاحتلال بشكل نهائي، اليوم الأربعاء، على السماح لمسيرة الأعلام بالمرور من باب العامود والبلدة القديمة من مدينة القدس، في التاسع والعشرين من الشهر الجاري.

وأكّد المحلّل المختص بالشأن الإسرائيلي، عزام أبو العدس، لبرنامج مساء الخير يا وطن الذي تبثه وطن للأنباء أن المسيرة تحمل رمزيّة كبيرة جدًا للاحتلال أنّ "القدس الموحّدة" عاصمته، والانتصار على عدّة جيوش عربيّة، مشيرًا إلى أنّها "لن تكون مسيرة عادية هذا العام، في ظلّ تحريض المستوطنين على الفلسطينيين، وتغوّل جماعات الهيكل واليمين الديني".

وقال إنّ المسيرة سيكون لها أبعادًا خطيرة جدًا، منها ما يسمى "السيادة الإسرائيلية على الهيكل المزعوم، واستفزاز مشاعر العرب والفلسطينيين والمقدسيين إلى أبعد حد، ورمزية العلم التي باتت تطفو إلى الساحة، فالاحتلال أصبح يحارب العلم الفلسطيني كرمز".

وبخصوص السيناريوهات المحتملة، قال أبو العدس، إنّه قد تتدخّل فصائل المقاومة مثلما حدث العام الماضي، خصوصًا وأنّ الظروف ناضجة جدًا لانتفاضة فلسطينية، بالضفة تغلي وجنين تقاوم، وحوادث إطلاق النار على الاحتلال في تزايد، وهناك حالة تعبئة جماهيرية في الضفة والداخل ضد الاحتلال.

وأضاف "المقاومة إذا أخذت مبادرتها ومنعت هذه المسيرة كما حدث العام الماضي سيكون لها ما بعدها وسيؤكد ذلك أنّها صاحبت السيادة، وسيرفع من أسهمها لدى الشعب الفلسطيني، من جهة أخرى فإن صمت الفلسطينيين تجاه هذه المسيرة ومرّت بأجندتها فهذا يعني "كارثة تفوق بأبعادها النكبة".

وبيّن أن المسوّغ لدى الاحتلال بالسماح لهذه المسيرة ليس أمنيًا، "فالمستوى الأمني للاحتلال كان ضدها بطريقتها وصيغتها، ولكن ما يحدث هو مزايدات داخلية، وإعادة ترميم الصورة التي تعرض لها جنود الاحتلال وهم يهربون في شارع صلاح الدين، وإزالة أعلام الاحتلال في جنازة شيرين أبو عاقلة ودوسها على الأرض ورفع الأعلام الفلسطينية في قلب القدس"، مشيرًا إلى أنّ الاحتلال يسعى إلى "رد اعتباره" بهذه المسيرة.

وقال إنّ المسيرة التي يقيمها الاحتلال بشكل سنوي برزت إلى الساحة العام الماضي بعد عمليّة "سيف القدس" التي تبعت قضية الشيخ جرّاح ومسيرة الأعلام التي كانت استفزازًا لمشاعر الفلسطينيين حينها.

وبيّن أنّ الهدف من المسيرة التأكيد على ما يسميه الاحتلال "القدس الموحدة"، مشيرًا إلى أن المستوطنين يسيرون من خلال من شرق المدينة إلى غربها كل عام حاملين أعلام دولة الاحتلال، للتأكيد على ما قاله "موشيه ديّان" عندما احتلّ المسجد الأقصى والذي يتلخص بعبارة "جبل الهيكل بأيدينا".