مُسن غزي يطبخ " الجريشة " يوميا في رمضان ويوزعها مجانا

25/04/2022

[video]https://www.youtube.com/watch?v=wd23xQSKHTc[/video]

قطاع غزة – محمود اللــوح – وطن: ما إن تصل إلى سوق الخضار بحي الشجاعية شرق مدينة غزة لشراء بعض الحاجيات والتزود بمستلزمات سفرة رمضان، حتى تشاهد تجمعا كبيرا للمواطنين حول وعاء كبير فوق نار أسفلها الحطب، يقف بجانبه رجلٌ مسن يقوم بسكب الحساء للقادمين، لتناولها بشكل يومي طيلة شهر رمضان المبارك.

حكاية المواطن وليد الحطاب " أبو يوسف " والذي يعمل على طبخ شوربة الفريكة أو ما يعرف بالجريشة، كما يصفها سكان الحي بدأت منذ ما يقارب سبع سنوات، فبجهود ذاتية يقوم الستيني أبو يوسف بتجهيز البرغل وبعض المكونات الأخرى لإعداد وجبة الجريشة ليقوم بتوزيعها بشكل مجاني يوميا على الفقراء.

" أكلة شعبية قديمة تراثية "

يقول أبو يوسف لوطن للأنباء " هو عمل خير بدأت به قبل ست سنوات، في رمضان، من أجل مساعدة الفقراء، والجريشة هي عبارة عن فريكة تحتاج لدقائق معدودة لطبخها، وقد ورثت هذا العمل من " جدتي " التي كانت تطبخها كل يوم جمعة وتوزعها لأهل الحي أمام المسجد " وسأستمر بهذا العمل وسيستمر به أبنائي بعد وفاتي".

يضيف الحطاب "هذه الوجبة أقدمها للقادمين أمام منزلي بأواني فارغة، مجاناً بدون مقابل ومنهم الكبير ومنهم الصغير"، مؤكدا أن هناك العديد من أهل الخير يتواصلون معه ويقدمون بعض المستلزمات من لحوم وبهارات، موضحاً بأنه لا يتلقى مساعدات خاصة من أي جهة رسمية أو مجتمعية أياً كانت.

الغني والفقير يأتي لتذوقها

ويستفيد أكثر من 150 عائلة بشكل يومي وطوال شهر رمضان المبارك من هذا الحساء، وأحيانا يأتي أشخاص من خارج المخيم لتناوله، ويساعد أبو يوسف في عمله بعض الأصدقاء والجيران في الحي من أجل كسب الأجر والمشاركة في عمل الخير.

أبو يوسف ومن خلال إصراره على هذا العمل، أدخل الفرحة والسرور إلى المئات من منازل الحي، وذلك بأقل الإمكانيات وبجهود شخصية في ظل الحياة الصعبة التي يعاني منها شعبنا وعجز العديد من العائلات عن تجهيز مثل هذه الأكلات رغم انخفاض تكلفتها، في ظل استمرار الانقسام والحصار المفروض على غزة منذ ما يقارب خمسة عشر عاماً.