تحقيق التوافق والسعادة الزوجية

23/04/2022


كتبت الطالبتان: علا نعيم بوزية وأسيل أحمد سلع

كلية الاقتصاد والعلوم الاجتماعية _ جامعة النجاح الوطنية

في ظل هذه الحياة والضغوط التي يعيشها الأفراد في الوقت الحالي ، فأصبحت الحاجة ملحة لوجود عش آمن ودافئ يحتضن الزوج والزوجة والأبناء للعيش فيه ، فالأسرة هي التي تلبي الحاجات الأساسية وتعمل على تلبية احتياجات الحب والانتماء وتوفير المال وتحقيق السعادة والرضا وتقديم الدعم ، فيحب كل فرد أن يعيش حياة مليئة بالسلام والدفء والحب والسعادة في ظل عائلته ، فلا شك أن كل أسرة يوجد فيها العديد من المشاكل المعقدة والبسيطة ولكن لا يعني هذا أنه لا يمكن تجاوزها ،  فاذًا كيف يمكن للزوج والزوجة تجاوز المشاكل الأسرية والزواجية بسلام ؟ ومن الرائع أيضًأ أن يكون فيما بين الأزواج توافق وأن يعيشوا بسعادة  ، فلتحقيق السعادة بين الزوجين مفاتيح عديدة يستطيع كل طرف من الزوجين أن يدخل بها إلى بوابة السعادة الزوجية ويجب عليهم أن يستخدموها فما هي هذه المفاتيح ؟ وعلى الزوج والزوجة أن يقوموا بإدارة الميزانية ويتشاركون في ذلك في ظل الظروف الصعبة ، فسوف نرى هل تقوم الأسر التي قمنا بمقابلتها بالمشاركة في إدارة الميزانية ؟

قمنا بمقابلة 4 زوجات وطرحنا عليهنَ 4 أسئلة حول هذه المواضيع ؟ وكانت الأسئلة والإجابة عنها تتلخص فيما يلي :

أولاً : كيف تتجاوزين المشاكل الأسرية والزواجية بسلام وتعيدي الدفء لزواجك ؟

كانت الإجابات جميعها متشابهة إلى حد ما ، فقد ذكرت الزوجات أنه يجب التخلص من آثار المشكلة قبل أن تتفاقم وتزداد فلن يحضر السلام والدفء إذا طال الوقت اللازم لحل المشكلة ويجب حصر المشكلة والعمل على تطويق الخلاف ،  وحتى لو حدثت خلافات فيجب أن يبقى الاحترام والود والتفاهم بينهما وللوصول للنور بنهاية النفق وحتى يتم حل المشكلة يجب التفاهم والنقاش بهدوء حتى لا يحدث تراكمات والعمل على تقديم الاعتذار والاعتراف بالخطأ واعتبروا ذلك شيء مهم للغاية ، وأيضًا من المهم الاستماع للطرف الآخر وعدم لومه باستمرار.

ثانيًا : هناك العديد من العوامل المؤثرة في تحقيق التوافق الزواجي ، فمن وجهة نظرك ما هي أهم هذه العوامل ؟

أجمعت الزوجات على أن هناك العديد من العوامل التي تعمل على تحقيق التوافق الزواجي ومنها اللين في التعامل لأن القسوة لا تجعل للتوافق مكان والتفاؤل وعدم اليأس والتفهم المبني على النقاش في وجهات النظر والصبر لأنه مفتاح الفرج والرضا والتقبل والثقة ، وذكرت الزوجات أنه في المقام الأول يجب اختيار شريك يناسبنا عمريًا وفكريًا وثقافيًا حتى يكون من السهل التفاهم معه وحتى يكون هناك توافق بيننا ، فنقوم بالاتفاق على عدة أمور ومنها الاتفاق على الأسلوب الأمثل لتربية الأبناء والاتفاق على أساسيات لمعاملة كل طرف للآخر ، والاتفاق على إدارة الميزانية .

ثالثًا :  للسعادة الزوجية مفاتيح عديدة يستطيع كل طرف من الزوجين أن يدخل بها إلى بوابة السعادة الزوجية ، فبرأيك ما هي المفاتيح التي تحقق السعادة بين الزوجين ؟

ذكرت الزوجات أن الإخلاص من قبل الطرفين هو أعظم مفتاح للسعادة الزوجية وأجمعن أيضًا على عدة مفاتيح للسعادة الزوجية ومنها الكرم فيكون كريمًا هونًا ما لا إسرافًا ولا تبذيرًا ، والاهتمام وذلك لأن الاهتمام عمود العلاقات وجذرها الأساسي التي تقوم به وكلما أشبع الطرفين به تكون العلاقة متينة وصعبة الانهيار، والإيثار وعدم الأنانية لأن الأنانية تدمر العلاقة الزوجية وتعمل على انهيارها واستخدام الحوار والنقاش والكتمان وعدم البوح بأسرار البيت والعلاقة الزوجية والتقبل والقناعة والتغافل .

رابعًا : في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي نعيشها مؤخرًا ، ما مدى رضاكِ عن الدخل الشهري لزوجك ، ومن يقوم بإدارة الميزانية ؟

خلال مقابلتنا تبين أن هناك ثلاث زوجات لديهن الرضا عن الدخل الشهري لأزواجهن مهما كانت الظروف الاقتصادية صعبة  ، وتبين أن هناك زوجة واحدة غير راضية بسبب ارتفاع الأسعار وأن الحياة يوجد فيها مسؤوليات كثيرة خاصة مع الأطفال ، أما الزوجات اللواتي لديهن رضا واكتفاء وقناعة في الدخل الشهري لأزواجهن  فكان لديهن الحلول لهذه الظروف الاقتصادية الصعبة مثل الادخار والتوفير والتدبير الجيد ومساعدة أزوجهن إما بالعمل أو بتقليل مصاريف المنزل وشراء الأساسيات فقط والبحث عن العروض والتنزيلات أيضاً للتقليل من المصاريف ويعني ذلك أن التعاون بين الأزواج شيء ضروري للتقليل من مصاريف المنزل في ظل هذه الظروف ، وأجمعت الأربع زوجات على أن  إدارة الميزانية تكون بالاتفاق والمشاركة بين الزوجين .

للوصول إلى فهم أعمق وأوضح سنجمل لكم مجموعة من الاستنتاجات التي خرجنا بها في هذا التقرير، يعد التواصل الأسري السليم المبني على النقاش بهدوء والتفاهم والتحاور هو مفتاح حل للمشكلات الزواجية من جذورها ، وأيضًا إن التواصل الأسري السليم يمنع حدوث المشكلات في كثير من الأحيان ومن ضمن الاستنتاجات أن القناعة والرضا عاملان مهمان جدًا في استمرار الحياة الزوجية سواء الرضا على الصعيد الاقتصادي أو العاطفي ، وأما المحور الأخير هو أن على الطرفين إرساء مجموعة قوانين خاصة بهم في بداية علاقتهم لتكون هذه القوانين  مرجعية لهم في وقت الأزمات والمشكلات .